مثلما لم يحظ معلمو ومنسوبو ابتدائية يدمة بنجران أمس (أول أيام الدوام الرسمي) بمعايدة مدير مدرستهم الزميل محمد آل فطيح؛ فإن طلابه الصغار سيفتقدون يده الحانية أثناء عودتهم للدراسة السبت المقبل. ومثلما لم يعد مكتب "الوطن" في نجران ينتظر أخبارا من الزميل المراسل في محافظة يدمة، فإن قراء "الوطن" أيضا لن يعودوا يقرؤون تلك التقارير الإخبارية التي كان يكتبها، بعد أن نشر آخرها أمس عن مصرع أربعة أشخاص في حادثة تصادم. رحل الزميل محمد آل فطيح "مغدورا" بعد أن أدى صلاة الفجر أمس، فيما كان يهم بالذهاب إلى مدرسته لتفاجئه رصاصات الغدر، وتستقر إحداها في صدره، فيما نالت أخرى من يده التي طالما حملت قلمي الإعلام والتعليم؛ ليبقى ثمن دمه حائراً بينهما. ووفقاً لما يرويه أحد أقرباء آل فطيح، فإن الحادثة وقعت أمام منزل الزميل في المحافظة في ساعات الصباح الأولى بعد أن أدى صلاة الفجر وهم بركوب سيارته للتوجه للمدرسة قبل أن يتعرض لإطلاق نار من قبل أحد الجناة إثر خلاف شخصي سابق بينهما، ليرديه قتيلا على الفور، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية باشرت الحادثة وتم نقل الجثمان إلى ثلاجة الموتى بمستشفى الملك خالد بنجران. الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة النقيب عبدالرحمن الشمراني أوضح في تصريحه ل"الوطن" أمس، أن "عمليات شرطة المنطقة تلقت بلاغا في الساعة الثامنة من صباح أمس تفيد بوقوع جريمة قتل في "يدمة"، وعلى الفور تم انتقال فريق من المحققين ومعاونيهم إلى مسرح الحادثة، واتضح أن المجني عليه محمد بن حشان آل فطيح أصيب بطلقتين ناريتين وتم التحفظ على الجثة، فيما لا تزال إجراءات التحقيق قائمة على أكمل وجه للوصول إلى الجاني".