العقل العربي يتمتع بخصائص فريدة لا يشاركه فيها أحد، عقل يتمتع بالشراسة والعناد طُبع على البلاغة والبيان والأنفة والكبرياء عقل صقلته الصحراء ودثرته بلغة تتسامى على كل اللغات لا يُغمز له قناة ولا يُقعقع له بالشنان، ابتكر الشعر فجعله قيثارة طرب ورفيق سمر وقناة إعلام. حمله رسالة نقل ما يدور بهذ العقل الجبار الذي يعشق التحدي ومقارعة فرسان البيان، وأمام هذا الواقع الذي استفز شيوخ قبائل الثقافة فتناخوا وأسرجوا خيلهم وخاضوا معركة «نقدالعقل العربي» فخرجوا غُبرًا شُعثًا ابعدوا النجعة وشط بهم المزار وتكسرت النصال على النصال ولم يجنوا إلا الهزيمة والاندحار. ظل هذ العقل صامدًا شامخًا كشموخ «طويق» لا تزعزعه أعاصير الحداثة ولا تطوعه ثرثرات البليهي والجابري والأنصاري ونزار، عقل بهذا العناد وهذا التحدي !! منجم ثمين يجب أن يُحاط بالعناية وأن تُحفظ جيناته حتى لآينقرض ليضل سيد هذا الكون بلا منازع يحج إليه عشاق التحدي يلوذون بمحرابه وينهلون من فيض أفكاره وأشعاره وإبداعاته ويتغنون بأمجاده، ويرقصون «العرضة» ويحتفون بهذا العقل الذي لم تطوعه عاتيات الزمان وتغير الأحوال. إنه بحق عقل يستعصي على النقد والفهم فلا تكثروا الغارات والصياح واغمدوا السيوف وتولوا إلى الظل وتركوا العقل وشأنه.