ينتظر أن تشهد تجربة مسرح الشارع في سوق عكاظ هذا العام حضورا أكبر يكرس ( جادة عكاظ) كأفضل المواقع لانطلاق مسرح الشارع ونشر ثقافته والذي لم يعرف في المملكة إلا في حدود ضيقة من خلال عرض في مهرجان الجنادرية ومهرجان 12ساعة مسرح دون انقطاع. وفي حين أفصحت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن بعض فعاليات جادة عكاظ التي تتضمن عروضا مسرحية بما يعرف بمسرح الشارع يشارك فيها 50ممثلا سعوديا يساندهم 100شاب متطوع ؛ قال الفنان المسرحي محمد المنصور إن مسرح الشارع فن غير معروف في المملكة إلا في حدود ضيقة لكنه معروف عربيا وعالميا بمسرح الشارع أو مسرح الحي ، مشيرا إلى أنه يجب أن ينطلق مسرح الشارع من سوق عكاظ مشيرا إلى أهمية إشراك جمعية الثقافة والفنون في مثل هذه الفعاليات وإتاحة الفرصة للممثلين السعوديين من مختلف مناطق المملكة للمشاركة في مسرح الشارع بحيث يكون العدد ممثلا لجميع مناطق المملكة من أجل الكشف عن الموهوبين ونشر ثقافة مسرح الشارع. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد كشفت عن إكمال تجهيزها لمشاركة 50ممثلا سعوديا و100شاب متطوع في العروض المسرحية التي سيشهدها مسرح الشارع في جادة عكاظ وتتضمن تمثيلاً لبعض نواحي الحياة في سوق عكاظ قديماً، وعروض مسرحية أخرى عن الحياة في سوق عكاظ في السابق، إلى جانب عروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، وعروض قوافل الإبل والخيل، والحرف والصناعات اليدوية، والأسر المنتجة والمأكولات الشعبية. وأكد مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبد الله المرشد أن العروض المسرحية المقرر تنفيذها في جادة عكاظ في هذا المسرح ستقدم بأسلوب إخراجي جديد وبالاستعانة بتجهيزات أفضل من السنوات السابقة، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم أربعة عروض مسرحية على مدى خمس ساعات، اعتباراً من الرابعة عصراً إلى التاسعة مساءً يومياً خلال فترة السوق. وأوضح المرشد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار مسؤولة عن تنفيذ مجموعة من الأعمال في سوق عكاظ، تشمل تنظيم جادة عكاظ بما في ذلك الأنشطة المسرحية على الجادة، ومشاركة الحرف والحرفيين والأسر المنتجة ومسوقي المنتجات الزراعية، إلى جانب تقديم جائزة عكاظ للحرف اليدوية، مشيرا إلى أن الهيئة مسؤولية عن تنظيم المعرض السنوي الخاص للهيئة، وترتيب مشاركة أبناء محافظة الطائف في تنظيم السوق، وتنظيم حركة الزوار داخل السوق والجادة، وتنفيذ أنشطة تسويقية لدعم السوق، وتنفيذ أنشطة إعلامية للسوق وإنشاء أستديو للبث المباشر، وتنفيذ دراسة عن الأثر الاقتصادي وإحصاءات الزوار، وتنظيم ودعم برامج الرحلات السياحية للسوق، وتنفيذ الأعمال الإدارية. وأكد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تحرص سنوياً، بوصفها أحد الشركاء الرئيسين لسوق عكاظ على إيجاد قيمة مضافة للزائز، عبر تطوير برنامج السوق ليصبح ثرياً وجاذباً ومتميزاً عن غيره، فضلا عن تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال إشراك متطوعين من مجتمع الطائف المحلي للمساهمة في تنظيم السوق، مشيراً إلى أن الهيئة تهدف أيضاً إلى تحقيق القيمة المضافة لمشاركتها من طريق زيادة الجذب السياحي للسوق لتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية، ووضع سوق عكاظ في مقدمة الفعاليات في المملكة، وكمصدر للأفكار الجديدة في تنظيم الفعاليات السياحية وإدارتها. وكشف المرشد عن تفاصيل عروض الشعراء في جادة عكاظ، مشيراً إلى أن هذه العروض تشمل تنفيذ أعمال مسرحية مدتها 60 دقيقة – بعد صلاتي المغرب والعشاء – في مجموعتين تضم كل منهما 25 شخصاً، وتعرض أعمال كل مجموعة في واحدة من الساحتين الرئيستين داخل الجادة، وتحكي كل مجموعة قصة الشعراء الأعشى وحسان بن ثابت والخنساء أثناء تحكيم النابغة الذبياني لقصائدهم، وتلقى بعدها خطبة قس بن ساعدة، بأسلوب درامي استعراضي. وبين أن الهيئة ستختار 150 شخصاً من أبناء المحافظة لإشراكهم في تنظيم فعاليات جادة عكاظ، من خلال التواصل مع المجتمعات المحلية في القرى المجاورة لموقع السوق، إضافة إلى التعاون مع جامعة الطائف لاختيار عدد من طلابها للعمل في السوق كمتطوعين. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد كشفت عن اكتمال أعمال التجهيز والتحضير لأنشطة وبرامج جادة سوق عكاظ المقرر أن ينطلق في ال 24 من شوال المقبل في محافظة الطائف وأنجز فريق من الهيئة العامة للسياحة والآثار تصميم أنشطة جادة عكاظ وتطويرها لتواكب التطور الذي يشهده السوق في كل عام. وذكر أن الهيئة تحرص أيضاً على تنظيم ودعم البرامج السياحية، عبر التنسيق مع منظمي الرحلات السياحية لتسيير رحلات سياحية من مناطق المملكة لزيارة سوق عكاظ، ومحافظة الطائف أثناء تنظيم فعاليات السوق، مع تقديم الدعم الفني والتسويقي والمالي للمنظمين لضمان نجاح تلك الرحلات، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تقدم كافة أشكال الدعم لسوق عكاظ، إذ سيسهم عدد من منسوبي المركز الرئيس وفرع الهيئة في محافظة الطائف في تنظيم أنشطة وبرامج سوق عكاظ المختلفة، من خلال المشاركة في اللجان المعنية. وذكر المرشد أن عنصر استعراض الحياة في جادة عكاظ يشمل أيضا مشاركة مجموعة من كبار السن من أصحاب المهن يتحدثون بالعربية الفصحى مع مرتادي السوق بصورة لا يتوقعونها، كما سيحتكم فريق من الممثلين لدى أحد الزائرين باعتباره قاضي القضاة ويشرحون له قضيتهم، لجذبه إلى التحدث معهم بالفصحى، فيما سيتوقف ممثل يؤدي دور الراوي للزوار سارداً لهم قصيدة الخنساء في أخيها صخر. وتمتد جادة عكاظ لمسافة كيلو مترٍطولا في موقع السوق، بأسلوب يحاكي ما كان يجري حقيقةً بسوق عكاظ القديم لتعيد للأذهان أيام سوق عكاظ التاريخية من خلال دراما تمثيلة على أرض الواقع، فضلا عن مشاركة الحرفيين والأسر المنتجة من داخل السعودية وخارجها. يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تنفذ مجموعة من الأعمال الهادفة إلى إنجاح سوق عكاظ هذا العام، تشمل تنفيذ أنشطة تسويقية لمساندة السوق وتحقيق الجذب السياحي من خلال مراكز المعلومات السياحية، والهاتف السياحي، ورسائل الجوال، وقال إن الهيئة أيضاً ستنفذ مجموعة من الأنشطة الإعلامية عبر خطة إعلامية مساندة للجهود التي تنفذها لجان السوق، بهدف الإسهام في زيادة الجذب السياحي للسوق، وتشمل هذه الخطة نشر مقالات وتقارير إعلامية في وسائل الإعلام المختلفة والوسائل التابعة للهيئة، والنشر في المجلات المتخصصة الصادرة من الهيئة مثل: ترحال وسياحة سعودية وفويجر، إلى جانب التوثيق الإعلامي لأنشطة السوق. وشرعت الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ العام الماضي في تنفيذ دراسة لقياس الأثر الاقتصادي من سوق عكاظ، وتسعى هذه الدراسة الإحصائية إلى إحصاء عدد الزوار وحجم إنفاقهم في السوق واستطلاع انطباعاتهم حوله. ويشمل استعراض الحياة في جادة عكاظ تنظيم عروض لمجاميع تضم 150 شخصاً يرتدون اللباس التاريخي يمشون لمسافة 600 متر في الجادة، ويمرون خلال مسيرهم بشعراء المعلقات ويسمعون قصائد المعلقات من كل شاعر بالترتيب، بينما تزاول مجموعات أخرى أساليب الحياة القديمة، كالبيع والشراء وتبادل الأحاديث، كما ستتحلق مجموعات حول النار، فيما يتابع آخرون شعراء المعلقات والرواة الذين يلقون الشعر على الحضور.