عندما ذهبتُ في تلك الرحلة العميقة وغصت في داخلي باحثة عن حجم وسر الإنسانية وأخذت أتدرج في ذلك البحث، فالإنسانية تأتي من إنسان بما يمتلك من تلك الخصائص والمميزات التي أُعطيت له دون الكائنات الأخرى، وهل تلك الكلمة يحملها كلُ إنسان!!! فليس كل البشر ينطق عليهم إنسان! فالإنسانية ليست صفة مشتقة من كلمة إنسان إنما هي اسم يدل على المزايا التي يتميز بها الإنسان الإنساني الذي يحمل الجوهر العظيم فهناك اختلافات جوهرية كبيره من إنسان لآخر، فمنا من يحمل جوهره النقي محافظًا على فطرته السليمة غير سامحًا لعوامل الحياة وتأثيراتها بتغيير جوهره. عندما غصت إلى أعماقي علمت أنه وجب على كل منا أن يسأل نفسه أين موقعي من الإنسانية وأين موقعها مني؟ عندما أدرك ذاتي الإنسانية أعلم مدى عمق ذلك الجوهر الذي تنبع منه الإنسانية بفلسفتها وعمق معانيها. عندما ننظر إلى تنصل عديد منا من إنسانيته وحب الخير بجميع معطياته والاتجاه إلى نقيض ذلك من الأنانية والطمع والامبالاة بظروف ومشاعر فئات منا لم تحالفهم الحظوظ في مقومات الحياة والعيش الهنئ ووجد وبكثرة حب المظاهر الزائفة التي يترتب عليها بُعدنا عن القيم والإحساس كل منا بالآخر، ولم نعد نميز الحق من الباطل وتكاد أن تُمحى صفات البذل والعطاء حتى في كلماتنا. فالكلمة الجميلة المؤثرة التي أرى في صاحبها جانبًا كبيرًا من الإنسانية فهي تحرك مشاعر الإنسان وتعالج عديدًا من الأوجاع. تلك الصفة العظيمة وهي الرحمة التي يجب ألا يخلو قلب كل إنسان حقيقي منها، فهي تحوي الكثير من المعاني بها فهي الإنسانية، الإنسانية إحساس يقتل عند بعض الناس!! لكنها كالبنك لا يعرف الإفلاس، فهناك العديد من المقولات الشهيره عن الإنسانية. الإنسانية ليست دينا انما رتبة يصل إليها بعض البشر. والإنسان الحقيقي هو الذي لا يتباهى بشيء لا أحد منا يقدر أن يصل إلى درجة الكمال، ولكن نحاول بكل ما أوتينا من إنسانية أن نصبح أنُاسًا نحمل معنى تلك الكلمة وشرف حملها.