الغبار الذي أضحى جزءًا لا يتجزأ من أجواءنا، لا سيما مدينة الرياض وما جاورها، يتطلب عناية خاصة وثقافة معينة للتعامل معه وأهمية التكيف مع درجاته ليكون جزءًا من الدورة الطبيعية دون التأثر بآثاره السلبية على الصحة العامة، لا سيما مرضى الربو والشعب التنفسية والجيوب الأنفية وغيرها. معاناة أهل هذه الأعراض المصاحبة للغبار تشتد معاناتهم وتتنامى آهاتهم في مثل هذه الظروف الجوية وتتفاوت درجات تعاملهم مع هذه الظروف الجوية، فمنهم من داهمه الغبار، وهو في منطقة لا يستطيع تغيير مكانه وقتها، وبعضهم يضطر لإكمال جدول يومه دون تغيير نظير التزاماته المسبقة وهكذا. كل ما سبق ذكره يستلزم منا جميعا كمجتمع أن نتكيف مع هذا الوضع بكامل تبعاته، كما يتطلب حملات وعي وتثقيف وأدوات سلامة منزلية لأصحاب الأعراض الغبارية وغيرهم مدعومة من وزارة الصحة، حتى لا تتطور حالتهم وتزداد سوءا، لا سيما شريحة الأطفال وكبار السن، أيضا أجهزة تنقية الهواء وترطيبه يجب أن تكون من أساسيات المنزل، وبالأخص ساكني المدن التي تتعرض لهذه الموجات بكثرة بين الفينة والأخرى. ولا شك أن مبادرة سيدي ولي العهد فيما يخص السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لخير دليل على اهتمام الدولة -رعاها الله- بالجانب البيئي الذي أحد أهم ركائزه هو التشجير، والذي ستنعكس آثاره الإيجابية -بعون الله- على جودة الحياة بما فيها جودة الهواء الذي تنتفسه.