ذهب الحوثي إلى التفاوض ولديه مخطط مرسوم، ومسارات تنعكس لصالحه حاضراً ومستقبلاً بدرجة أساسية، وتعود بالخيبات لتعز وأبنائها وللوطن أجمع. منذ بداية الهدنة المزعومة والحوثي يحقق كل مطالبه المدرجة ضمن بنودها، متجاهلاً الحديث عن حصاره لتعز وضرورة فتح تلك المنافذ، بكونها أحد بنود الهدنة، وامتنع طوال هذه الفترة عن النقاش والتفاوض حول ذلك إلا في الوقت الضائع. يسعى الحوثي بما في ذلك المبعوث الأممي إلى تمديد الهدنة، كإنجاز يحسب للأخير في مسيرته كما يزعم، وتربط الجماعة استكمال عملية التفاوض حول منافذ تعز بضرورة تمديد الهدنة. دخل الحوثي طاولة التفاوض ومعه مسارات محدودة، لفتح طرق فرعية ووعرة لا تقل خطورة عن سابقاتها، وتدشين لمرحلة جديدة من المعاناة بقالب آخر، وجّلها بعيدة عن الطرق الرئيسية المعروفة لدى الجميع، وسيلعب على التناقض وكسب الوقت دون تحقيق أي نتائج ملموسة ومرضية. ستستمر جماعة الحوثي بهذه المسرحية الهزلية، وستستخدم كعادتها أسلوب المراوغة والفهلوة، للحيلولة دون التنازل عن الطرق الرئيسية المعروفة، ويعززها بذلك مكتب المبعوث الأممي، الذي يحضّر لطبخة جديدة إلى جانب بعض شخصيات المجتمع المدني، بمختلف تلوناتهم وتناقضاتهم العجيبة، ادعياء الحياد المزيف الذي أصبح أكذوبة الواقع المرير الذي أفرزته الحرب، وجعلت من هؤلاء مماسح لجرائم الحوثي بحق الوطن أرضاً وإنساناً.