على الرغم من وعورة تضاريس مدن الجنوب، وعدم توافر الخدمات في القرن الماضي، إلا أن إرادة الدولة نجحت فيتنوير المجتمع، لتعم المدارس كل القرى والهجر النائية، فضلا عن المدن، بعد أن بذلت الغالي والنفيس لنشر العلم،ومنحت المهمة لرجال مخلصين، باشروا مهامهم على أكمل وجه، وحققوا الكثير من الإنجازات التي تدون في سجلاتالفخر. وكشفت «وثائق خاصة»، حصلت عليها «الوطن»، الدور الكبير الذي بذله كل من الشيخ العلامة عبدالله بن محمدالقرعاوي، والشيخ عليان بن عوض آل مسلمه - رحمهما الله - في بداية العهد السعودي، لتجاوز التحديات وتخطيالعقبات وإقصاء المستحيلات، والوصول بمنارة العلم إلى مواقع كثيرة في مدن الجنوب، خاصة في منطقة عسير (سراةوتهامة)، ومن ذلك تأسيس أول مدرسة للبنات في أبها. الانطلاقة الأولى يعد ابن عنيزة الشيخ عبدالله القرعاوي - رحمه الله - أول وأبرز الأسماء التي أشعلت العلم في مدن الجنوب، مستفيدامن ملازمته الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف، وقناعته بأن يكرس نفسه لنشر التعليم في مدن الجنوب، حيثالتقى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي زوده باحتياجاته، ووجهه بالسفر العاجلنحو الجنوب في «1358 ه – 1939 م». وحلت قافلة القرعاوي في محافظة صامطة، التابعة لمنطقة جازان، وفتح بها بإذن ودعم وتوجيهات الملك المؤسس عددا منالمدارس، وزودها بجميع مستلزمات الطلبة ،وزاد طموح القرعاوي لمد التعليم من جازان إلى عسير. من جازان إلى عسير توجه العلامة القرعاوي إلى أبها، يرافقه عدد من المعلمين وطلبة العلم، والتقى التاجرعليان آل مسلمه، لمساندته مادياومعنويا في مهمته لنشر العلم وتأسيس المدارس . قابل القرعاوي آل مسلمه بقوله: جئتك لما سمعته عنك من الأمير/ تركي بن أحمد السديري، أمير منطقة جازان، ومنتجار المنطقة. كما قيل «إنك جبل، فيه المأكل والمشرب لمن نصاه»، والهدف مساندة حكومتنا الرشيدة، بعد الله، بالمالوالعمل الخالص لوجه الله تعالى. وبهمة المواطن الصالح لدينه وقيادته ووطنه، لم يتردد الشيخ عليان آل مسلمه، وأبدىموافقته واستعداده بقوله: «أعلم أنا وإخواني ناصر ومنصور أن المسؤولية عظيمة، والحمل ثقيل، والمهمة شاقة، لوعورةالجبال، ولكن بعون الله ثم بعزيمتنا «نحن لها وأهلها»، ومع حكومتنا يدا بيد بالنفس والمال، لخدمة ديننا وملكنا ووطننا،ونحقق أهداف مؤسس دولتنا الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبنائه البررة من بعده . واجتمعت الهمة وسخاء الدعم من الشيخين القرعاوي وآل مسلمه، وقررا تأسيس «مدارس الجنوب» بمنطقة عسيروتوابعها وحدودها الإدارية (سراة وتهامة). الشيخ العلامة عبدالله بن محمد القرعاوي – مؤسس ورئيس المدارس، والشيخ عليان بن عوض آل مسلمه – مؤسسووكيل المدارس تشرف الشيخ عليان وأخواه بالخدمة التطوعية الداعمة دولتهم، والعمل جنبا إلى جنب بمعية الشيخ القرعاوي على نشرالتعليم، وبناء المساجد، وحفر الآبار. وقد اشتهر آل مسلمه بمصداقيته وجده واجتهاده، وكان سمحا لينا، مما أدى لنجاحمشاريعه التجارية، إلى جانب ما يُعرف عنه من مزايا الإقناع وحسم الجدل والإصلاح بين الناس، وحبه الخير للغير،وإيجاد الحلول للقضايا بما يرضي الأطراف ، وتسخير شيئ من ماله للحد من تصعيد الأمور. إقناع المجتمع كان من الصعوبة أن تقنع المجتمع بالتعليم وأهميته، نظرا لانشغال العامة بأمور حياتهم، ومواجهة الأمراض،والصراعات على الأمور الدنيوية. وعلى النقيض، أوفدت عدد من الأسر أبناءها إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وما كانيعرف ب«المخلاف السليماني»، وصولا لمصر واليمن وغيرها. إلا أن البداية، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، لم تكن مشجعة لولا أن تمت مواجهة التحديات، والاستعانة بأولي الألباب فيإيصال الرسالة بأقصر الطرق، وفي مقدمتها أن الدين الإسلامي يتطلب معرفة تفاصيله وأسراره، ليكون الإنسان علىبينة، ومتسلحا بالعلم ، ويحطم العادات والخرافات، وينهي جدل فيكثير من القضايا الدينية والدنيوية. مراسلات البناء برزت وثائق تاريخية ، تتضمن خطابات ومراسلات بين الشيخ عليان بن عوض آل مسلمه والشيخ عبدالله بن محمدالقرعاوي، وأخرى مع رؤساء المحاكم وشيوخ القبائل ونوابها وأمراء المدن في منطقة عسير ، تخص نشأة وتأسيس ونشرالمدارس في المنطقة وفقا لجغرافيتها الصعبة والممتدة ما بين السراة وتهامة، وعلاج الإشكالات الطارئة، وآلية الصرف أوالمقابل المادي للمعلمين أو الطلاب على حد سواء، وصولا إلى توزيع الكتب التي تتطلب شق الطرق للدواب في مرحلة،وللمركبات في مراحل أخرى. تعامل جاد ولين من الوثائق التاريخية البارزة، ويعود تاريخها لمنتصف القرن الماضي، وتحديدا في «1376 ه – 1956 م»، خطابموجه من مراقب إحدى المدارس للشيخ عليان آل مسلمه، يفيده بأن المدرس «تعبان» – أي يعاني المرض والظروف – ويُريد إيجاد البديل. بينما كان جواب الشيخ آل مسلمه جادا وحاسما، ممزوجا بالحرص والدقة، إلى جانب روح الدعابةلحل الإشكالية. وتشير كثير من المصادر التاريخية إلى أن عدم استقرار المعلمين، اختلاف الظروف المناخية والمعيشية، وتفاوت السن بينالمتعلمين، وعدم توافر وسائل مواصلات. عقد من العمل الجاد كشفت إحدى الوثائق عن معارضة بعض المواطنين استمرار مدارس الجنوب، ومطالبتهم بضرورة وسرعة انضمامها إلىالتعليم. بينما حمل الرد القادم من جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز – غفر الله له - أن تظل المدارس تحت إشراف وإدارةالشيخ عبدالله القرعاوي والشيخ عليان آل مسلمه تحت مسمى «مدارس الجنوب»، حيث بقيت تحت إدارتهما منذنشأتها في «1375 ه – 1955 م» حتى «1385 ه – 1965 م». وشهد هذا العقد مرحلة مهمة في اختيار مواقع المدارس، وتوسطها بين القرى والهجر، ومراعاة الكثافة السكانيةللمتعلمين، والأجور الواجب سدادها، وحتى استقرار الأحوال فيها، وتخريج أجيال متعلمة يعتد بها ويعتمد عليها. شق الطرق شكّلت وعورة التضاريس ، وتحديدا في السبعينيات، تحديات كبيرة وهواجس كثيرة، إلا أن الشيخ عليان آل مسلمه،وأخويه ناصر ومنصور، تصدوا للمهمة. وبمساندة الرجال الأشاوس، وبتوجيه من الشيخ عبدالله القرعاوي، إذ فتحواالطرق المؤدية إلى كثير من القرى والهجر. وكانت في البداية طرق صغيرة، ومهيأة لسير الدواب فقط، للوصول إلىمبتغاهم بينما عملوا على فتح طرق أخرى، لعبور السيارات وفقا للأولويات التي يرونها، خاصة القرى البعيدة والجبلية،والتي تمتد إلى تهامة عسير غربا، وإلى بلاد رجال الحجر وبالقرن شمالا، وإلى ظهران الجنوب شرقا، والقرعاء وتمنيةجنوبا. أجور كبيرة من الوثائق التاريخية برقية، وصفت ب«العاجلة»، من الشيخ عليان آل مسلمه للشيخ عبدالله القرعاوي في «1376 ه – 1956 م»، يخبره فيها عن المبالغ المصروفة على التعليم، ولوحظ فيها المبالغ الهائلة التي كان يدفعها من ماله الخاص،لتسيير حركة التعليم قبل أن تعاد له آخر العام من الدولة بعد اعتماد الموازنة، وحوت الوثيقة المبالغ الآتية: 100.000 مئة ألف ريال 80.000 ثمانون ألف ريال 40.000 أربعون ألف ريال 30.000 ثلاثون ألف ريال 15.000 خمسة عشر ألف ريال الإجمالي 265.000 مئتان وخمسة وستون ألف ريال عربي في وثيقة واحدة. وبلغت مصروفات الشيخ عليان بن عوض آل مسلمة في العام الأول لنشر التعليم أكثر من 1587000 (مليون وخمسمئة وسبعة وثمانين ألف ريال عربي)، وذلك حسب ما ورد في العشرات من الوثائق التاريخية . مدارس القرى ومما ورد في الوثائق التاريخية، يُسلم آل مسلمه المبالغ، صغيرها وكبيرها، بتوثيق وتوقيع رسمي لمندوبي الصرف فيمنطقة عسير وهم: - الشيخ سعد بن عبدالعزيز بن عقيل، والشيخ إبراهيم عبدالله زكري مندوبا الصرف لقحطان شريف، وعبيدة، ورفيدة،وسنحان، وبني بشر، وتهامة قحطان، وظهران الجنوب، والمضة، وتثليث وتوابعها، وشهران بن هشبل، وتمنية، والقرعاء،وتندحة وتوابعها. - الشيخ جابر سلمان مدخلي مندوب الصرف لبني مغيد، وعلكم، وبني مالك، وربيعة، ورفيدة، وأيضا مندوب الصرفلرجال الحجر، وبني شهر، وبني عمر، وبللسمر، وبللحمر، وبللقرن. - الشيخ موسى السهلي مندوب الصرف لتهامة عسير، ورجال ألمع وتوابعها، ومحائل وتوابعها، وتهامة بني شهرالمجاردة، وبارق، وقنا، والبحر وتوابعها. مدرسة قحطان حملت وثيقة بتاريخ 19 / 11 / 1378 ه، معلومات عن إحدى مدارس: قبيلة قحطان – بلاد شريف – الحرجة وادييعوض – قرية آل مسلمه، مسقط رأس الشيخ عليان آل مسلمه، وأخويه ناصر «أمير صامطة والطوال» ، ومنصور « أمير صبياء – أبي عريش – أحد المسارحة « ، وتتضمن: أسماء الطلاب وجميعهم من الأسرة ، إلى جانب شيخ القبيلة،سعيد بن ناصر آل مسلمه، والمدرس بمدرسة وادي يعوض قحطان محمد علي النعمي. أول مدرسة للبنات شهدت مدينة أبها تأسيس أول مدرسة للبنات في «1375 ه – 1955 م» على يد الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي،ووكيله الشيخ عليان بن عوض آل مسلمة، وكانت البداية بأعداد قليلة من الطالبات، وخلال شهر أصبح العدد 20 طالبة،كما جاء في المسيرات والصورة التاريخية للطالبات مع المعلمة الفلسطينية أم إسماعيل (نايفة النهري)، التي كانت تُسلماحتياجاتهم المدرسية، وراتبا تشجيعيا لكل طالب وطالبة. بينما برزت أسماء كبيرة من المعلمات السعوديات اللاتيتتلمذن على يد الشيخ عبدالله المطوع، وفي مقدمتهن: المعلمة السعودية والدة عبدالعزيز التركي، والفاضلات: نايفة النهري «أم إسماعيل» (فلسطينية)، وابنتها ليلى محمودأبو الذيب (فلسطينية). بينما كان يعمل في المدرسة الليلية للبنين محمود أبو الذيب (فلسطيني)، وجمال خورشيد. وخلال عام واحد، انتشرت المدارس في منطقة عسير، وأصبح عددها 517 (خمس مئة وسبع عشرة مدرسة) علمية وقروية، وعدد طلابها 14402 (أربعة عشر ألف وأربع مئة واثنين) . دعم لتهامة عسير لم يجد الشيخ موسى السهلي، الذي كان يعمل مندوب صرف على مدارس تهامة عسير، حلا في مواجهة زيادة أعدادالمقبلين على التعليم إلا بطلب زيادة المبالغ، لتوزيعها على مدارس قنا وبارق والمجاردة. بينما أدى التنسيق بين القرعاويوآل مسلمه إلى سد العجز، وتأمين المبالغ بشكل عاجل، وبما يلبي الحاجة. اللجوء للنواب من الوثائق ، ورود معلومات حول إهمال بعض المراقبين على المدارس ، ولجوء الشيخ آل مسلمه إلى حلول سريعة وناجحة ومنها مخاطبة الشيخ أو نائب القبيلة لأخذ التعهد على المخالف، إذ كان تعهد المخالف أمام شيخ أو نائب القبيلة أمراكبيرا وملزما ويعتد به، ويردع المخالف خوفا من ما يسمى وقتها «العار القبلي». نقل الكتب من التحديات التي واجهت الشيخ عليان آل مسلمه في مهمته، عدم وصول الكتب الدراسية إلى كثير من القرى والهجر،إذ عمل على تخصيص أموال تُصرف لناقلي الكتب إلى القرى والهجر، ومنحهم تسهيلات ومُؤن، تساعد على إيصالهاللطلاب، وتوثيق وصولها من مديري المدارس، وحصرها قبل رفعها للجهة المختصة في الدولة. حصر المصروفات أبرق الشيخ عبدالله القرعاوي للشيخ عليان آل مسلمه بضرورة حصر كل ما صرف على المعلمين في جيزان، وكذلك فيعسير، وفي المناطق التهامية في «1375 ه – 1955 م»، وحصرها في جداول منظمة، لرفعها لوزارة المالية، بناء علىطلبها، مؤكدا ضرورة توقيع الجهات والأفراد على كل ما تحصلوا عليه، في إجراء يهدف إلى حصر مصروفات الدولة،ومعرفة آليات صرفها . تعاون رؤساء المحاكم استنجد الشيخ عليان آل مسلمه بعدد من رؤساء المحاكم، لمراقبة أوضاع المدارس في كثير من مدن منطقة عسير، وكذلكصرف الرواتب، وتسلم ما يثبت الصرف، ومن ذلك وثيقة بخط الشيخ هاشم النعمي – رحمه الله - وكيل رئيس محكمةمحايل عسير – آنذاك . إكرامية حفظة القرآن لم يفت على القرعاوي وآل مسلمه منح إكرامية لمن يختم القرآن ب30 ريالا، حيث أوردت إحدى الوثائق بتاريخ 5 / 11 / 1375 ه، الموافق 13 / 6 / 1956 م، صرف ذلك المبلغ لإحدى الطالبات المتفوقات في مدينة أبها. تسهيلات للمعلمين التناغم بين الشيخين القرعاوي وآل مسلمه قاد إلى تقديم تسهيلات متعددة لكثير من المعلمين والمعلمات، ومن ذلكمنحهم «السلف» قبل حلول الرواتب المستحقة لهم، وتقديم تسهيلات لهم في تنقلاتهم، في محاولات جادة لنشر التعليم،واحتواء الأزمات الطارئة، ومعالجة ظروف المعلمين. الدروس والدفاتر المناهج التي كانت توزع تسمى «الدروس والدفاتر»، حيث ورد في عدد من الوثائق أن آلية التوزيع تكون «كل ثلاثةطلاب ينسخون من الكتاب دروسهم، حتى يتقوى الطالب ويتمرن»، وتوزع لهم مجانا. في حين يتم توزيع الكتب والدفاتربإشراف ومعرفة قضاة المحاكم . ومن الكتب التي كانت توزع حسب الوثائق: 1500 جزء عم – 2200 دفتر – 140 كتاب التوحيد - 140 ثلاثة الأصول – 140 آداب المشي للصلاة – 140 الأربعون النووية، وهذا الرقم يمثل احتياجاتمدارس تهامة عسير فقط. إصلاح ذات البين نجح الشيخ عليان آل مسلمه في معالجة الكثير من القضايا التي واكبت انتشار التعليم، ومن ذلك خلافات الأزواجوالأسر، نظرا لتأثير الدراسة على مجريات الحياة، حيث قادته حكمته إلى احتواء الكثير من الخلافات وطيها، وإعادةالأمور إلى نصابها. الاستعداد للحكومة بينما شكّلت الحكومة لجانا، للإشراف على المدارس، ومعرفة مدى انتظام الطلاب، وقيام المعلمين بدورهم المناط بهم،أوضحت إحدى الوثائق دورا كبيرا للشيخين القرعاوي وآل مسلمه في تهيئة الأمور، وتعيين الأكفأ لمرافقة المشرفين فيجولتهم الصعبة والوعرة مع منحهم مبالغ مالية مجزية. نقص الرواتب شكى مدير إحدى المدارس من نقص في راتبه، وأيضا في رواتب خمسة طلاب، وطلب مراجعة مأمور الصرف، للتأكد منالخطأ، وإعادة الأمور إلى نصابها، وهو ما كان يحظى بأولوية من آل مسلمة، لإيصال الحقوق، والتأكد من وصولهاوتسلمها. اتفاقية استيراد البن أوردت إحدى الوثائق معاهدة بين الشيخ عليان آل مسلمه، ومعه ثلاثة من تجار المملكة، تتضمن حصر استيراد البنالخولاني الفاخر من تجار اليمن، وتوريده السوق السعودي، إذ مارس آل مسلمه مهنة التجارة وهو في سن مبكرة،وتنقل بحثا عن مصادر لتنمية تجارته في بعض المحافظات اليمنية. كما ورد في الوثائق أنه كان يمنح «السلف» للكثيرمن المحتاجين الثقاة ، وتخصيصه الثلاثاء لاستقبال المحتاجين والأرامل وأبنائهم ومساعدتهم. مفارقته لأخويه في «1380 ه – 1960 م»، صدر أمر من وزير الداخلية، الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بتعيين ناصر بنعوض آل مسلمه أميرا لمدينة صامطة - الطوال، وتعيين منصور بن عوض آل مسلمه أميرا لأحد المسارحة - صبيا - أبوعريش. وبعد مباشرتهما مهامهما، أكمل ناصر بن عليان آل مسلمه دور أعمامه، حيث كان مرافقا لوالده، ومواكبا لجميعإنجازاته التعليمية والتجارية والتنموية منذ نشأتها يدا بيد، ومساندا للرجال الذين قاموا جميعا على نشر وتأسيس الصرح التعليمي. 500 وثيقة خاصة يعود عدد الوثائق الخاصة بالشيخ عليان آل مسلمI، وأخويه أمير صامطة، ناصر آل مسلمه، وأمير صبيا وأحدالمسارحة، منصور آل مسلمه، إلى 500 وثيقة تاريخية، تبدأ من «1360 ه – 1941 م» من القرن الماضي، وتتوزعالوثائق على المجالات الآتية: 1 - وثائق تجارية منذ «1360 ه – 1941 م». 2 - وثائق التعليم وتأسيسه ودعمه منذ «1375 ه – 1955 م». 3 - وثائق الصرافة وتأسيسها منذ «1374 ه – 1954 م». 4 - وثائق دعم التنمية في عسير، والثقة الملكية في ترشيحه المتعهد الوحيد للمتفجرات والديناميت بمنطقة الجنوب في«1392 ه – 1972 م». 5 - وثائق مخاطبات رسمية بين الأمراء والأميرات والوزراء والمسؤولين . وقد تولى عبدالله بن عليان، وسلوى بنت عليان، والمهندس منصور بن سعد آل مسلمه مهمة جمعها وتوثيقها، وتسليمهالدارة الملك عبدالعزيز، لتتولى كل ما يُناط بها، خدمة للباحثين والمؤرخين وطلاب العلم . عليان آل مسلمه تاجر سخي سخر ثروته لنشر التعليم في عسير واستنجد برؤساء المحاكم لمراقبة أوضاع المدارس