بعد مسيرة بلغت 58 عاما من العمل الصحفي والكتابات الأدبية الساخرة، وبعد سجال من أجل حرية الكلمة والفكر، انتصرت عليه أخيرا حرب الحياة، رحل أول من أمس أشهر كتاب العمود الصحفي والمؤرخين الهولنديين جان بلوكير عن عمر يناهز 83 عاما، حيث عثر عليه متوفيا في هدوء بمنزله وإلى جانبه أكوام من الورق والأقلام، وأحرف السطور التي لم تكتمل بعد، ليخلف وراءه فراغا أدبيا كبيرا خاصة للمثقفين اليساريين في هولندا الذين اعتبروه رمزا للكفاح الأدبي والتاريخي. وكان بلوكير معروفا بخوضه للحروب والصراعات الثقافية والأدبية في الداخل والخارج، ولقب بالصحفي المشاغب خلال فترة كتابته لعمود شهير في النيويورك تايمز التي كان نائبا لرئيس تحريرها وكاتبا بها مرتين ثم 3 مرات أسبوعيا منذ عام 1968 حتى أصبح رمزا من رموزها، ثم تركها عام 2006 بعد خلافات مع رئيس التحرير على مقاطع من كتاباته الناقدة والمثيرة للجدل، بعدها آثر لوكير الاحتفاظ بحرية قلمه، وتوجه للعمل في صحيفة المساء الهولندية، واعتبرت النيويورك تايمز رحيله عنها خسارة كبيرة.