شهدت بغداد وخمس محافظات عراقية أمس سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة، أسفرت عن مقتل 19 شخصا وإصابة57 بجروح في حصيلة أولية للضحايا، فيما يسعى التحالف الوطني إلى تنفيذ ورقته الإصلاحية من خلال تفعيل دور البرلمان بإقرار التشريعات المتعلقة بتسوية الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة. وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون عبدالسلام المالكي ل "الوطن" إن التحالف الوطني سيعتمد في تنفيذ ورقته الإصلاحية على دور مجلس النواب، ومن الأمور المطروحة حسم ملف الوزارات الأمنية، وإعداد النظام الداخلي لمجلس النواب، وتحقيق التوازن في تقاسم المناصب والوظائف في الدولة العراقية، وهذه من الأمور العاجلة، لتفعيل ورقة التحالف الوطني الإصلاحية. بدوره أشار مقرر مجلس النواب النائب عن القائمة العراقية محمد الخالدي، إلى إمكانية حسم الخلاف بين القوى السياسية تحت قبة البرلمان، أما عضو التحالف الكردستاني شريف سليمان علي، فقال: إن تحالفه لم يتسلم رسميا ورقة التحالف الوطني الإصلاحية. ولجأ التحالف الوطني إلى إعداد ورقة الإصلاح بعد أن لوحت القائمة العراقية وائتلاف الكتل الكردستانية والتيار الصدري بسحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي. إلى ذلك أعلن حزب العمال الكرستاني المتمرد، أن طائرات تركية شنت منتصف ليل الأربعاء الخميس غارات استهدفت أربع مناطق داخل الأراضي العراقية على الحدود مع تركيا. وقال المتحدث باسم الحزب هفال روز، لوكالة "فرانس برس" إن "طائرات حربية تركية شنت غارات جوية ضد قرية لاجي، التابعة لقضاء رانية في محافظة السليمانية، ومنطقة خنيرة على المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، ومناطق قريبة من قرية بوسكان التابعة لسيدكان في محافظة أربيل". وأضاف أن "القصف الذي شاركت فيه أربع طائرات مقاتلة لم يسفر عن أية خسائر بشرية، إلا أنه ألحق أضرارا بمزارع وبساتين المواطنين". ويواجه الجيش التركي منذ الصيف تصعيدا في أعمال العنف التي يقوم بها انفصاليو الحزب الكردي، وتشن تركيا في المقابل هجوما جويا وبريا على المتمردين الأكراد في شمال شرق البلاد كما في شمال العراق. ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره عدة دول منظمة إرهابية، نزاعا مسلحا منذ العام 1984 دفاعا عن حقوق أكراد تركيا، وقد أوقع هذا النزاع حتى الآن ما لا يقل عن 45 ألف قتيل. وتعود آخر غارة تركية معلن عنها ضد مواقع في شمال العراق إلى 12 فبراير الماضي.