دعا أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، الباحثين والمؤرخين بالكتابة عن حالة الجزيرة العربية قبل بدايات الدولة السعودية الأولى، وأثناءها أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، والمطامع الدولية والمعتقدات الخاطئة، والتشتت القبلي وضعف الأمن للفرد والجماعة. جاء ذلك، خلال الجلسة الأسبوعية لأمير المنطقة بقصر التوحيد بمدينة بريدة، بعنوان «ذكرى التأسيس.. مفاخر الأجداد وتوالي الأمجاد»، وعدد من المسؤولين والأعيان بالمنطقة. وأكد أمير القصيم أن أمن هذا الوطن خط أحمر منذ بداية الدولة السعودية منذ 300 عام، بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، وهو أحد ركائز الدولة العظيمة التي جعلته من أبرز ليكون أبرز أهدافها الاستتباب والاستقرار والنمو. وأشار إلى أنه من خلال تجربته بكتاب رسائل أئمة دعوة التوحيد، ورصد الخطاب السياسي والديني لأئمة من آل سعود منذ بدايات الدولة السعودية الأولى، مرورا بالدولة السعودية الثانية وأئمتها حتى الدولة السعودية الحديثة وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فإن مضامين تلك الخطابات واحدة ولم تتغير بالتأكيد على التمسك بالعقيدة الإسلامية. وبين أن هناك كيانات ودولا لم تحقق في التاريخ إسلاميا وعربيا واجتماعيا مثل ما حققته هذه الدولة، وقاموا مؤرخوها بتعداد البطولات وأمجادهم أضعاف ما ذكرناه عن هذه الدولة بعمقها الضارب بالتاريخ، مشددا على أننا أولى من يفتخر بتاريخه، ويذكر كيف كانت الجزيرة العربية وكيف أصبحت وتحولت. وطالب أمير القصيم بتوعية الأجيال بأساليب علمية وتاريخية حديثة بتاريخ بلادهم الذي لا نفتخر به كسعوديين فحسب، بل يفتخر به كل مسلم وعربي، مشيرا إلى أن القيادة السعودية الحاكمة عرف عنها حماية وخدمة الحرمين الشريفين منذ بداية الدولة السعودية الأولى.. واصفا ذلك بأنه جانب في غاية الأهمية، ومن شرعية المنجزات لدولتنا، سائلا الله أن يديم الأمن والأمان على بلادنا، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأدام عزهما. وكانت الجلسة شهدت عرضا مرئيا يحكي مسيرة وسيرة يوم التأسيس وقصة توحيد الدولة السعودية منذ ثلاثة قرون. وأكد الدكتور بدران الحنيحن من بوابة تطوير الدرعية، أن ذكرى يوم التأسيس يدفعنا أن نستشعر اهمية الدولة السعودية الاولى والدرعية من خلال الدلالات التي أشارت إليها هوية يوم التأسيس، مستعرضا الخط الزمني لمرحلة تأسيس الدولة السعودية الأولى بمراحلها الثلاث وفتراتها الزمنية حتى توحيد المملكة العربية السعودية. وثمّن الدكتور إبراهيم السلمي من جامعة أم القرى، لأمير القصيم على اهتمامه واختياره لهذا المحور الوطني للحديث عن يوم التأسيس الذي يعد اعتزازا وارتباطا للمواطنين بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون. مشيرا إلى أن هذا الكيان الذي بدأت نواة كفاحه على يد مانع المريدي، كانت الصورة الأولى للكفاح لجمع الإنسان ويكفل له حياة كريمة، مبينا أنه تم اختيار الدرعية لموقعها الإستراتيجي في الجزيرة العربية لتكون مرحلة هامة لقوافل الحج والتجارة، وموقعها على وادي حنيفة لتكون موردا اقتصاديا هاما، حتى غدت الدرعية وجهة لكل من يعبر وسط الجزيرة العربية. وفي نهاية الجلسة كرم أمير القصيم المشاركين، مشيدا بما قدموه من محتوى تاريخي مميز.