لا شك أن قرار يوم التأسيس قرار صائب وقد صدر عن نظرة تاريخية عميقة ودقيقة للدولة السعودية، فهو يربط الدولة السعودية بجذورها التاريخية والإرث الحضاري لها، ويأتي الهدف من هذا القرار لوضع تاريخ سياسي دقيق لتأسيس الدولة وهو تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية والذي يوافق 30 جمادى الآخرة 1139ه / الموافق 22 فبراير 1727م، والذي بدأ فيه بعدد من المواقف والسياسات التي تدل على بدء قيام الدولة وتأسيسها، فالإمام محمد بن سعود تولى الحكم في ظروف استثنائية، حيث عانت الدرعية قبيل توليه الحكم مشاكل داخلية، إلا أنه استطاع بحكمته وحنكته السياسية أن يتغلب على هذه التحديات ويوحد الدرعية تحت حكمه. كما أن المتتبع لتاريخ الحكم لدى الأسرة السعودية المالكة يجد أنه يمتد إلى ما يقارب ال600 عام، وذلك حينما أسس مانع المريدي مدينة الدرعية وهو الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز، وهذا أيضا إرث تاريخي مهم لهذه الدولة. وتأريخ يوم التأسيس أحد مفاخر هذا الوطن والذي نفخر به ونعتز وكل مواطن عليه أن يستحضر العمق التاريخي والحضاري لهذه البلاد الغالية، فالدولة السعودية في أطوارها الثلاثة امتدت لأكثر من ثلاثة قرون، فكان عهد الإمام محمد بن سعود عهد تأسيس للدولة وتهيئة للفترات اللاحقة، حيث حكم أربعين عاما قضاها في القيادة والتأسيس، ثم يكمل بعده أبناؤه وأحفاده المسيرة لنرى دولتنا فيما عليه الآن من قوة وأمن وازدهار واستقرار، ويؤكد ذلك تقارب الفترات التاريخية بين الدول الثلاث وتعاقب أبناء الأسرة المالكة على الحكم وإصرارهم في الحفاظ على إرث الأجداد سواء بناء أو تأسيس أو تقدم ورقي، دستورهم القرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أدام الله علينا هذه النعم وحفظ حكومتنا الرشيدة.