تعهد منظمو أولمبياد لندن بتنظيم حفل لا ينسى في ختام الألعاب، وقاموا بما يلزم للوفاء بوعدهم. واكتظ الأستاد الأولمبي الذي شهد دموعا وفرحا وانتصارات لرياضيين على مدار الألعاب، بنحو 80 ألف متفرج. وافتتح الحفل بتسع دقات من صوت ساعة "بيج بن" العملاقة ونزلت المغنية البريطانية ايملي ساندي من شاحنة صنعت على شكل صحيفة لتغني "اقرأ عنها". وتحركت مركبات على شكل صحف على طريق يحيط بالمسرح وارتدى الممثل تيموثي سبول ملابس مثل رئيس وزراء بريطانيا الراحل وينستون تشرشل. واحتفلت الجماهير بوصول الأمير هاري ممثلا للملكة أليزابيث ومعه جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية. وتوالت الفقرات الفنية للفرق والمغنيين البريطانيين بما في ذلك فريق وان دايركشن وبيت شوب بويز. وعبرت السباحة البريطانية ريبيكا ادلينتون المتوجة ببرونزيتين في أولمبياد لندن عن حزنها إزاء عدم قدرتها على مشاهدة العروض، وقالت على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الإنترنت "لا أصدق أننا لا نستطيع مشاهدة وان دايركشن، لأنه غير مسموح لنا بالدخول". وشارك رياضيون من 204 دول في حفل الختام بعد 30 دقيقة من انطلاقه ودخلوا أرض الملعب معاً بدلا من مشاركتهم في طابور العرض وراء أعلام بلادهم في الافتتاح. وتدفق الرياضيون يحملون الميداليات الأولمبية والأعلام إلى الأستاد والتقطوا صورا مع الجماهير. وشارك في حفل الختام مغنيون مشهورون آخرون مثل جورج مايكل، لكن بعض الإشارات البريطانية كانت محيرة للجماهير مثل ظهور بعض شخصيات المسلسلات التلفزيونية. وتغنت الصحف البريطانية الصادرة أمس بنجاح لندن في استضافتها للأولمبياد، وأنه أثبت للعالم ولبريطانيا بشكل خاص أنه ما زال بإمكان هذا البلد أن يلعب دورا على الساحة العالمية، لكن عليه أن يحصد ثمار الثقة المتجددة بنفسه. وتحدثت وسائل الإعلام عن الإنجاز الذي حققه الرياضيون البريطانيون الذين حصدوا أكبر عدد من الميداليات في تاريخ مشاركاتهم في الألعاب الأولمبية، وعن الحماس الكبير الذي أظهره الجمهور والمتطوعون والسلاسة التي جرت بها الألعاب مما جعل الشعب البريطاني يغير الطريقة التي ينظر من خلالها الى نفسه. "شكرا، كانت رائعة".. هذا ما كتبته "دايلي تلجراف" على صفحتها الأولى، فيما عنونت "جارديان" "وداعا أيها الألعاب المجيدة"، أما صحيفة "ذي صن" فكتبت "حلم بريطانيا العظمى، نحن تفوقنا على العالم. أظهرت بريطانيا للعالم وجها سعيدا وموحدا، والفريق البريطاني الذي تميز بمزيج الثقافات كان بمثابة مرآة تعكس صورة أمة تجد صوتها وهويتها الجديدين". أما صحيفة "ذي تايمز" فأشادت بالألعاب التي كانت "بمثابة الحلم في تلاحمها والدراما التي شهدتها"، مضيفة "لم يكن أحد متفاجئا بقدر المضيف بأن هذا المهرجان المعقد والذي تطلب كفاحا، قد تم بهذه الطريقة الجيدة"، مطلقة على الألعاب "استعراض رائع للكفاءة، الإبداع، التنافس الرياضي والروح الرياضية". وبدورها تحدثت "دايلي مايل" عن الحفل الختامي للألعاب، قائلة "يا لها من نهاية!"، مشيرة إلى أنها الليلة التي فازت بها بريطانيا "بميدالية ذهبية لغرابتها". وكتب محرر "جارديان" ريتشارد وليامس "في ظل التحديات الهائلة التي تنتظرنا، أظهرت ألعاب لندن 2012 أنه عندما تقرر بريطانيا القيام بشيء ما، فما زال بإمكانها أن تكون على الموعد".