في منزل متهالك تتحدث جميع جنباته عن صاحبة المنزل الغائبة، تبرز معاناة رب البيت المكلوم جابر الفيفي الذي أصبح يقوم بكل الأدوار داخل منزله الشعبي في حي الفهد بمدينة نجران، خاصة قبل أيام قليلة من عيد الفطر المبارك. هذه الأيام ستكون مختلفة بالنسبة لأبناء الفيفي لأنه العيد الأول الذي سيقضونه بعيدا عن أمهم وأختهم الكبيرة ولأن اختفاءهما في ظروف غامضة سيدخل شهره التاسع بحلول 28 من شهر رمضان الجاري. "الوطن" زارت الفيفي في منزله وبدأ متماسكا يحضر لمن تبقى من أسرته الطعام في ظروف معيشية صعبة وزادها سوءا غياب ربة المنزل. يقول جابر: رزقني الله بخمسة أولاد وثلاث بنات، تغيب منهن واحدة ما أزال أنتظر معرفة مصيرها ومصير أمها.. أرهقت لأنني لست خبيرا في متابعة الأطفال الصغار فكنت دائما اعتمد في ذلك على والدتهم. وكشف الفيفي تفاصيل الاختفاء قائلا: أعمل مؤذنا في أحد مساجد نجران وحارسا لمدرسة بنات، وأثناء غيابي عن البيت هجم أشخاص على منزلي وأخذوا زوجتي وابنتي القاصر وحبسوا بقية الأطفال في إحدى غرف المنزل. كان ذلك في حوالي الساعة 7 من مساء الأربعاء الموافق 27-12-1432. بقي أطفالي في الغرفة بلا أكل ولا شرب حتى وصلت إلى منزلي يوم الخميس في الساعة الرابعة عصرا، وفوجئت بالوضع في منزلي وعندما فتحت لهم الباب وأطعمتهم ونظفتهم سألتهم عن أمهم وأختهم فأخبروني بالقصة فبادرت بإبلاغ شرطة الفيصلية. وأضاف: أخبرتني الشرطة بعد ذلك أن هناك شخصين نقلا زوجتي وابنتي من نجران إلى عسير ومن ثم إلى جدة، وعلمت من رجال الأمن أنهما قاما بتسليم الزوجة وابنتها إلى عمالة إثيوبية. وهنا أشير إلى أمر غريب ربما يكون له صلة بما حدث فزوجتي اتصلت بي قبل اختفائها بليلة واحدة وسألتني عن موعد عودتي وبعد انتهاء المكالمة وفي التوقيت نفسه استقبلت مكالمة من زميلة زوجتي في العمل وطرحت علي السؤال نفسه. والغريب أن هذه المرأة لم تتصل بي من قبل ذلك اليوم. وأضاف الفيفي أن زوجته تملك رصيدا في أحد البنوك بقيمة 25 ألف ريال، كما أنه استقدم عاملة إثيوبية تدعى "فاسيكا تسفاي" وإن هذه الخادمة تسببت له في مشاكل كثيرة أولها أنه اكتشف أنها تحاول أن تسحر زوجته، فما كان منه إلا أن أنهى خدماتها وحجز لها رحلة طيران من مطار نجران إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة, لتسفيرها إلى بلدها, لكنها لم تغادر المملكة, حيث ثبت له أن هذه العاملة كانت لها عدة اتصالات مع زوجته. وناشد الفيفي الجهات المعنية بتسريع وتيرة البحث عن زوجته وابنته, مبديا ثقته الكبيرة في أن الجهات الأمنية قادرة على إظهار الحقيقة وتقديم الجناة للعدالة وإنفاذ شرع الله فيهم وإظهار زوجته وابنته سواء كانتا من الأحياء أو من الأموات. من جهته، أعلن مصدر مسؤول في تصريح خاص إلى "الوطن" أمس أن فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في نجران أحال ملف قضية المرأة المختفية وابنتها مؤخرا إلى رئاسة محاكم المنطقة, مشيرا إلى أن التحقيقات التي أجرتها عدة جهات أمنية حصلت على اعتراف سائقي الأجرة اللذين يتهمهما المواطن صاحب الدعوى بأنهما قاما بنقل المرأة وابنتها من نجران إلى جده مرورا بمحافظة محائل عسير, حيث اعترف سائق الأجرة الأول أنه قام بنقلهما من نجران إلى محافظة محايل عسير ومن ثم قام شقيقه الآخر بإيصالهما إلى جدة دون أن يعترفا بأن يكونا طرفا في القضية. وأضاف المصدر المسؤول أن الجهات الأمنية في نجران تحتجز عاملة إثيوبية تم إرسالها من جدة على ذمة القضية ولم تعترف بشيء حتى الآن، مشيرا إلى أن الجهود الأمنية مستمرة للبحث عن المرأة وابنتها.
