تم تعريف الحوكمة على أنها تشير إلى الهياكل والعمليات المصممة لضمان عدم تعارض المصالح والمساءلة والشفافية والاستجابة وسيادة القانون والأنظمة والاستقرار والشمول والتمكين والمشاركة واسعة النطاق. وتمثل الحوكمة أيضًا المعايير والقيم والقواعد التي يتم من خلالها إدارة الشؤون بطريقة شفافة وتشاركية وشاملة وسريعة الاستجابة. بمعنى أوسع، تتعلق الحوكمة بالثقافة والبيئة المؤسسية التي يتفاعل فيها الإداريون وأصحاب المصلحة فيما بينهم ويشاركون في الشؤون المشتركة. وننظر إلى الحوكمة على أنها «علاقات قوة» و «عمليات لصياغة السياسات وتخصيص الموارد» و «عمليات صنع القرار» و «آليات للمساءلة». غالبا ما يكون هناك اتجاه لمساواة الحوكمة بالإدارة، حيث تشير الإدارة في المقام الأول إلى وظائف التخطيط والتنفيذ والمراقبة من أجل تحقيق نتائج محددة مسبقا وتشمل الإدارة العمليات والهياكل والترتيبات المصممة لتعبئة وتحويل الموارد المادية والبشرية والمالية المتاحة لتحقيق نتائج ملموسة وتشير الإدارة إلى الأفراد أو مجموعات الأشخاص الذين تم منحهم الصلاحيات لتحقيق النتائج المرجوة. أما أنظمة الحوكمة تحدد المعايير التي تعمل بموجبها المؤسسات والشركات وتتعلق الحوكمة بكيفية توزيع السلطة وتقاسمها، وكيفية صياغة السياسات، وتحديد الأولويات، ومساءلة أصحاب المصلحة. كما أن الحوكمة هي النظام الذي يتم من خلاله توجيه المؤسسات والشركات والتحكم فيها. وتكون مجالس الإدارة هي المسؤولة عن حوكمة مؤسساتها وشركاتها. وتشمل مسؤوليات مجلس الإدارة تحديد الأهداف الإستراتيجية للشركة، وتوفير القيادة لوضعها موضع التنفيذ، والإشراف على إدارة الأعمال وتقديم التقارير إلى المساهمين بشأن إشرافهم. ويتمثل دور المساهمين في الحوكمة في ترشيح المديرين والمراجعين والتيقن بوجود هيكل حوكمة مناسب. وعلى ذلك فإن الحوكمة تتعلق بما يفعله مجلس الإدارة وكيف يحدد قيم المؤسسة أو الشركة، ويجب أن يتم تمييزها عن الإدارة التشغيلية أو التنفيذية اليومية. لماذا التركيز على الحوكمة؟ بسبب أن الحوكمة تعمل مع الهياكل والعمليات التي يتم من خلالها توجيه المنظمة والتحكم فيها ومساءلتها. كما أن الحوكمة السليمة توفر الوسائل لمساعدة المنظمة على تحقيق أهدافها وغاياتها. نستخلص: (إن تحقيق الحوكمة الرشيدة أمر مهم لكل منظمة سواء كانت شركات تجارية أو مؤسسات القطاع العام).