تُتيح الندوات والمؤتمرات إمكانية التواصل مع خبرات لهم مكانة وإنجازات مرموقة، وتتيح طرح الأفكار والأسئلة والإجابة عليها من خبرات مميزة. وهذا ما وجدناه في ندوة «من وحي الطبيعة» للدكتور فؤاد طه مغربل الملحق الثقافي في سفارة المملكة بإيطاليا سابقاً، ورئيس قسم التربية الفنية في كلية المعلمين بالمدينة وأستاذ مشارك بجامعة طيبه سابقاً، والذي اشتهر باسم فنان المدينة، نظراً لعشقه للمدينة المنورة، والتي كانت روح معظم أعماله الفنية. وكان ذلك اللقاء ضمن فعاليات ملتقى الوطن للإبداع السعودي الذي أُقيم في منطقة نجران برعاية أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد ونائبه الأمير تركي بن هذلول، الذي استضافته الإدارة العامة للتعليم بمنطقة نجران. وقد بدأ الدكتور فؤاد الندوة بمقدمة عن مناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ومناسبة إدراج الخط العربي ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي ودور المملكة في ذلك، وعرض أعمال لفنانين في الخط العربي، وكذلك الزخارف الاسلامية. بعد ذلك بدأ الندوة وأشار إلى دور رواد الفن التشكيلي وإنجازاتهم، ذاكراً الدكتور محمد صالح الرصيص، وعلي الرزيزا، وبكر شيخون وغيرهم. وأشار الدكتور إلى تميز منطقة نجران من تراث وتاريخ وحضارة وأوصى الفنانين والمواهب الاستسقاء منها، لأنها مصدر إلهام مهم بالنسبة للمملكة. وقد شاركه الحضور بداية من مدير إدارة الموهبين، وشارك النقاش الطلاب والمعلمات والطالبات، وكذلك نوقش بحث الدكتور محمد الضويحي في أهمية التربية الفنية ودورها في الابتكار والإبداع، وعرض الدكتور أعمال فنانين سعوديين وعالميين. وبعد ذلك انتقل الحضور لافتتاح ورشة عمل للفنون التشكيلية أقامها الدكتور فؤاد لمدة ثلاثة أيام ونوقش خلال الورشة عدد من المواضيع، من ضمنها معالجة التشوه البصري، وكذلك الخامات المستخدمة في الجدارية الشهيرة من أعمال الدكتور فؤاد، التي وجه الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير المدينةالمنورة بإعادة نقلها إلى حديقة الملك فهد، بعد توسعة طريق المطار، وكانت بطول 65 مترا وعرض 5 أمتار، ومازالت محتفظة بألوانها وبريقها رغم مرور أكثر من ثلاثه عقود. إن مثل هذه الندوات واللقاءات تسهم في الحراك الثقافي الإبداعي، وتحدث نقلة نوعية في عدة اتجاهات، خاصة، وأن مقدم هذه الندوة قامة واسم معروف محلياً وعربياً وعالمياً.