تم تشديد القيود عبر العالم للجم الانتشار الخاطف للمتحور أوميكرون من فيروس كورونا، ما دفع رئيس وزراء هولندا إلى فرض إغلاق، ورئيس بلدية لندن إلى إعلان حالة حدث كبير، وباريس إلى إلغاء عروض الألعاب النارية والاحتفالات بحلول السنة الجديدة على جادة شانزيليزيه. فبعد شهر فقط على رصده للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، بات المتحور أوميكرون موجودا في حوالى 80 بلدا، وينتشر بسرعة هائلة في أوروبا، حيث يُتوقع أن تصير النسخة المهيمنة بحلول منتصف يناير بحسب المفوضية الأوروبية. الموجة الخامسة وسُجّل أحدث تطور في هولندا، فقد قال رئيس الوزراء مارك روتي في مؤتمر صحافي متلفز: «أقف هنا الليلة بحزن.. ولإختصار الأمر بجملة واحدة، سيفرض إغلاق في هولندا اعتبارا من الغد». وتابع: «إنه أمر لا يمكن تجنبه مع الموجة الخامسة من التفشي، ومع تفشي أوميكرون بأسرع مما كنا نتوقع.. علينا أن نتدخل الآن احترازيا». وستُغلق كل المحال غير الأساسية والمطاعم، ودور السينما، والمتاحف والمسارح اعتبارا من اليوم وحتى 14 يناير المقبل، فيما ستُغلق المدارس حتى التاسع من يناير على أقرب تقدير، كذلك سيُخفض عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد من أربعة إلى اثنين. حظر التجمعات في لندن، بات المتحور أوميكرون هو المهيمن، وأعرب رئيس بلديتها صادق خان، السبت الماضي، عن «قلقه الكبير»، معلنا حالة حدث كبير في العاصمة البريطانية تستلزم ردا منسقا من الأجهزة العامة. وسبق أن أعلن خان حالة حدث كبير في لندن في يناير الفائت عقب تفشي موجة إصابات بفيروس كورونا أيضا، لكنه عاد وألغاها بعد شهر مع انخفاض عدد الإصابات. وبحسب وسائل إعلام بريطانية عدة، تنوي الحكومة حظر التجمعات في الداخل لمدة أسبوعين في محاولة لكبح هذا التفشي. وأعلنت السلطات الألمانية إدراج المملكة المتحدة على لائحة الدول عالية المخاطر من ناحية تفشي كوفيد-19، وهو ما يستدعي فرض قيود كثيرة على السفر، ويهدف هذا القرار إلى الاستجابة للانتشار السريع للمتحور أوميكرون. حجر إلزامي وقالت هيئة مراقبة الصحة في ألمانيا إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم، وأوضحت أن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامي لمدة أسبوعين في ألمانيا، بما في ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بكوفيد. وبالإضافة إلى الحجر الصحي، يُسمح فقط للمواطنين الألمان أو الأجانب المقيمين في ألمانيا بالدخول إلى البلاد من بريطانيا. ألعاب نارية في باريس أعلنت البلدية إلغاء الألعاب النارية والحفلات الموسيقية المقررة في جادة الشانزليزيه ليلة رأس السنة، وطلب رئيس الوزراء جان كاستكس من المجالس البلدية، الجمعة الماضية، إلغاء الحفلات الموسيقية وعروض الألعاب النارية مساء 31 ديسمبر. في إيرلندا، ستقفل المطاعم عند الساعة الثامنة مساء اعتبارا من اليوم وحتى نهاية يناير المقبل، أما الدنمارك، فستغلق اعتبارا من اليوم ولمدة شهر المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية، فضلا عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف. وفي القارة الأمريكية، ستعيد مقاطعة كيبيك الكندية العمل بنظام الحد من عدد الموجودين في المطاعم والمتاجر. وفي نهاية الأسبوع، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من «شتاء يطغى عليه المرض الشديد والموت» بالنسبة لغير الملقحين، وحض الأمريكيين على تلقي اللقاح. قيود على السفر في آسيا، تعيد كوريا الجنوبية العمل بساعات إغلاق إلزامية للمقاهي والمطاعم ودور السينما وأماكن عامة أخرى، على أن تقتصر اللقاءات الخاصة من الآن وصاعدا على أربعة أشخاص، وبدأت تُفرض قيودا أولية على السفر نهاية هذا الأسبوع. وتعتمد فرنسا اعتبارا من السبت لزوم وجود «سبب قاهر» للمسافرين الوافدين من بريطانيا والمتوجهين إليها. وداخل الاتحاد الأوروبي باتت بعض الدول مثل إيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان تفرض على المسافرين الأوروبيين حتى الملقحين منهم، وإبراز فحص تشخيص سلبي النتيجة لدى وصولهم. كذلك، دعت المقاطعات الألمانية الحكومة المركزية، السبت الماضي، إلى تشديد قواعد الدخول للحد من انتشار أوميكرون. وتترافق هذه الإجراءات أينما كان مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحيانا إلى حد إلزام تلقي اللقاح.