في غضون الأشهر الماضية، بدأ العالم يتنفس الصعداء وساد التفاؤل بقرب نهاية جائحة كورونا خصوصا في ظل انتشار اللقاحات في معظم دول العالم، لكن ذلك لم يحدث إذ عاد كورونا بمخاوفه مجددا عبر متحورة جديدة اسمها "أوميكرون". ويثير ظهور المتحورة أسئلة بالنسبة للمجتمعات العلمية، وللناس العاديين على حد سوءا، حول ما إذا بتنا نعيش عصر الفيروسات المتحورة بلا نهاية عن كورونا؟ ربما لا أحد يملك الإجابة على هذا السؤال في ظل ظهور متحورات جديدة، لكن بعد صبر طويل، وبعد حصول الناس على العديد من اللقاحات ضد الفيروس، ها هو متحور جديد يظهر، ويقول العلماء إنه مختلف تماما عما قبله، وأن كل اللقاحات التي تلقاها الناس فيما سبق، ربما لن تجدي معه نفعا. ويبدو الناس في كل مكان من العالم، بعد عامين من المعاناة بفعل كورونا، وهم يكافحون ندوبا نفسية عميقة، جعلت الكثير من دول العالم، تخصص برامج دعم نفسي، لمواجهة التداعيات النفسية للوباء، لكن ظهور متحور من هذا القبيل، ربما يؤدي إلى انتكاسة في حالات كثيرين ممن يعانون نفسيا، بسبب استطالة أمد الأزمة. وقبل ما يقارب الاسبوعين، كان المشهد في شوارع العديد من الدول الأوربية، معبرا عن مدى الإحباط والضيق، الذي وصل إليه الناس، بفعل قيود جديد، أقرتها هذه الدول للحد من انتشار الوباء، فقد شهدت كل من بلجيكا وهولندا والنمسا، احتجاجات واسعة على تلك التدابير الحكومية. لكن وفي ظل هذه الأجواء القاتمة، التي نشرها المتحور (أوميكرون) فإن الأمر لايخلو من أصوات متفائلة، توحي بالأمل، فقد قال العالم البريطاني البروفيسور أندرو بولارد، الذي قاد الأبحاث حول لقاح (أكسفورد/أسترازينيكا)، المضاد لفيروس كورونا، إنه يمكن تطوير مصل جديد "بسرعة كبيرة" ضد متحور (أوميكرون). واعتبر بولارد، وهو مدير "مجموعة أكسفورد للقاحات" في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، أن انتشار هذا المتحور الجديد بشدة، بين من تلقوا اللقاح "كما رأينا العام الماضي" مع المتحورة دلتا "غير محتمل إلى حد كبير". مضيفا أنه وفي حالة انتشاره ف"سيكون من الممكن التحرك بسرعة كبيرة" لأن "مسارات تطوير لقاح جديد تتحسن باطراد".