حورات وتكورات الوجود على طابعٍ غير معهود، أحداث وتسلسلاتٍ تتتابع في زمنٍ مُتقارب. ولا يكادُ وقت يمضي بما حُمل من تغيرات، إلا وهناك ما هو آتٍ من تقلبات الأحوال، ولا يكاد الكثير منا يلحظ تلك التقلبات لما هو عليه من روتين حياته!!!! والبعض يسارع للتفكر بما يجري وما تأثيره على نفوسنا. ففي زماننا هذا لا يكاد يتقبل أيٌ منا ما يكدر مزاجهُ، أو ما يهدر طاقته التي بِنظره أنه استنفدها، ولا يتبقى له منها سوى القليل. ونرى كثيراً يرمي ما يحصل له من أتعاب ومعاناة وضيق العيش، في مرمى غيره ويتنصل من مسؤولية ما يتعرض له. فلا أحد يريد أن يقف لحظة تفكير مع نفسه!! ما سر تذبذب الحياة التي تتأرجح بنا في اتجاهاتٍ عدة، بين صيفٍ مشمسٍ تصفو فيه الأجواء وتمر بعض من نسماتٍ عليلة تبهج النفس. وبين شتاءٍ تكلحُ فيه خضرة الأرض، ومع غروبِ شمسه تكتئبُ الأنفس ويزدادُ عناء المهموم وعلة المريض. معظم الناس يبحثون عن السعادة باستخدام أساليب مغلوطة، ظناً منهم أن تلك التقلبات سوف تهدأ ولكن سرعان ما تعود. في هذا التشوش والقلق يجب أن نركن جانباً ونهدأ قليلاً. حيث نشعر بالسكون الذي يساعدنا على استجماع أفكارنا، وشحن ما نظنه ذهب من طاقتنا، فعندما نعودُ الى ذاتنا يبزغُ من أعماق أرواحنا قوة التعايش والتقبل، لكل ما يدور بنا وحولنا. فالروح كالجسد، تحتاج إلى الغذاء المناسب، كي تظهر لنا حقيقة وجودنا، ونرى ذلك النور السرمدي الذي يعمل علينا كالهالة العظيمة. تعزل عنا التأثر الهش بظواهر الوجود. عندما تعطيك الحياة سبباً لتيأس، أعطها ألف سبب للاستمرار، لا شيء أقوى من إرادة الإنسان على هذه الأرض. «ديل كارنيجي: تقبل الظروف التي يصنعها الإنسان بنفسه، يعود إلى قوة الإدراك وتحملها بنفسٍ راضية،لأنه علمِ سبب وجودها، وأنه عنصرٌ من عناصر تلك المعادلة». «من أقوال نيتشه، من يعرف السبب الذي يعيش من أجله، يستطيع تحمل العيش بأية طريقة».