رحب رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالعزيز السبيل خلال كلمته الافتتاحية ل"ملتقى حوارات المملكة الرابع"، الذي نظّمه المركز بمقره بالرياض بكافة المشاركين في فعاليات النسخة الرابعة من "ملتقى حوارات المملكة" الذي يقام بالتزامن مع اليوم العالمي للتسامح، والذي يمثل قيمة إنسانية كبرى دعت إليها جميع الشرائع السماوية، وأكدتها القرارات الدولية، كما عملت المملكة عبر أجهزتها الحكومية، ومؤسساتها التعليمية، ومنظماتها المجتمعية على تأصيل هذه الفضيلة العليا، التي أكدها القرآن الكريم، وحثت عليها السنة النبوية الشريفة. ترسيخ قيم التسامح واستعرض رئيس مجلس الأمناء دور المركز كإحدى مؤسسات المجتمع الوطنية المعنية بغرس القيم الإسلامية والإنسانية في المجتمع، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، واحترام وقبول الآخر، موضحا أن المركز أولى منذ تأسيسه أهمية كبيرة لهذه الفضيلة، فجعله أحد أهدافه السامية التي يسعى لتعزيزها لدى كافة أطياف المجتمع عبر تنظيم وإقامة العديد من الفعاليات والبرامج والمشاريع، معربا عن أمله بأن يحقق الملتقى الأهداف المنشودة بتعزيز التسامح والتعايش والتلاحم والانفتاح على المجتمعات والثقافات الإنسانية، بما يحقق النفع العام للوطن أولا، وللمجتمعات الأخرى ثانيا. وسلّط الملتقى الضوء على جهود المملكة في ترسيخ قيم التسامح داخل المجتمع. كما استعرض دور الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع في تعزيز هذه الفضيلة، إضافة إلى بعض التجارب العالمية والمقاربات بين الشعوب لنشر التسامح، باعتباره أحد الأسس الرئيسة للنهوض بها وتحقيق التنمية والتطور الذي تسعى له. 3 جلسات حوارية وشهدت فعاليات الملتقى إقامة ثلاث جلسات حوارية، تناولت الجلسة الافتتاحية التي أدارها الدكتور إبراهيم أبو ساق، "البعد الديني والاجتماعي والدولي لتعزيز المشتركات الإنسانية وآثارها على الصورة الذهنية للمملكة"، وقد تحدث في هذه الجلسة كل من الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد الماجد، والمشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن معمر، ونائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور عبدالعزيز الخيال. وناقشت الجلسة الأولى التي أدارتها الأستاذة صيغة الشمري "دور الإعلام في تعزيز منظومة القيم الإنسانية"، وتحدث فيها كل من رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد بن حمد المالك، ورئيس تحرير صحيفة الوطن الدكتور عثمان الصيني. أما الجلسة الثانية التي أدارتها الأستاذة كريمة آل مسيري، فتطرقت إلى دور التعليم في تعزيز القيم الإنسانية وحماية النسيج المجتمعي، وقد تحدث فيها كل من الدكتور محمد العضيب وكيل وزارة التعليم للتعليم الجامعي، والدكتورة شيرين العوفي مستشار بوكالة الوزارة للتعليم العام، والدكتور سامي الشويخ المشرف العام على مركز تطوير المناهج. إطلاق مؤشر التسامح كما شهدت فعاليات الملتقى إعلان المركز عن إطلاق مؤشر التسامح في نسخته الثانية التي سيبدأ الباحثون بالعمل عليه في 13 مدينة و28 محافظة و46 قرية في جميع مناطق المملكة، حيث تم العمل على تطوير هذا المؤشر وإعادة بناء بعض أبعاده وفقا للتغيرات الاجتماعية التي حدثت، وباتباع أفضل الممارسات الدولية الحديثة في قياس التسامح. يذكر أن تنظيم الملتقى جاء تزامنا مع اليوم العالمي للتسامح، الذي يشكل إحدى أهم القيم التي يعمل المركز على تعزيزها وترسيخها بين كافة أطياف المجتمع، ليكونوا نسيجا واحدا ضد كل ما يهدد تلاحمهم وتماسكهم، كما جاء تنظيم الملتقى استمرارا للأعمال والأنشطة والفعاليات التي ينفذها المركز لترسيخ وتعزيز هذه الفضيلة الأخلاقية، لما لها من أثر بالغ في بناء السلم الاجتماعي، من خلال التأكيد على أهمية احترام الاختلاف والتنوع بين أبناء المجتمع.