حضور دولي واسع شهدته قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، تكلل بترحيب أممي ودولي بالمبادرة وثناء على جهود المملكة العربية السعودية، واهتمامها ضمن رؤيتها 2030 بقضايا البيئة والطاقة النظيفة والتغير المناخي. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد تلقى اتصالا من أمين عام منظمة الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريش، أعرب فيه الأخير عن ترحيبه بمبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر». وأشاد جوتيريش بحزمة المبادرات التي أعلن عنها ولي العهد محمد بن سلمان، واصفا إياها ب«الخطوة الكبيرة» لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي. وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد استعرضا في لقاء جانبي على هامش القمة، الجهود المبذولة في مواجهة التغير المناخي. اليونان: قمة هامة أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال مشاركته في قمة «الشرق الأوسط الأخضر» أهمية هذه القمة التي تنعقد في وقت مهم، قبل الاجتماع في جلاكسو خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار إلى التزام بلاده بصفتها عضوا في الاتحاد الأوربي، مع بقية أعضاء الاتحاد، بجعل أوروبا قارة خالية من الكربون في حلول 2050، كما نهدف إلى تقليص الغازات الدفيئة بنسبة 55% بحلول 2030. وأوضح أنه لتحقيق هذه الأهداف المهمة اتُخذت مجموعة المبادرات المهمة، مثل التوقف عن إنتاج الكهرباء من الفحم بحلول 2028، متطلعا إلى أن تكون اليونان من أوائل الدول في حوض البحر المتوسط، التي تقدم إنتاج الكهرباء من الرياح. وأفاد بأنه خلال الأسابيع المقبلة سيكون لدى اليونان أكثر من 2 جيجاواط من طاقة الرياح والخلط في الطاقة، مشيراً إلى حشد أكثر من 30 مليار يورو لتسهم في عملية الانتقال للطاقة الخضراء، عبر مجموعة الحزم التنظيمية والقانونية، متطلعا للحصول على الدعم من الدول الأوربية والاتحاد الأوربي. وتطلع إلى وجود صندوق خاص مرن، يتم تدشينه على مدى 7 سنوات، يخصص فيه نسبة كبيرة من الاستثمارات الخضراء. وشدد على أهمية موقع اليونان، كونه وسيلة للدخول إلى السوق الأوربي، متطرقا إلى المفاوضات المهمة مع مصر في هذا الصدد، ومؤكدا أن اليونان تتطلع إلى أن تكون في مقدمة الدول بخصوص عملية الشحن، وبحكم موقعها تستطيع تقليص الغازات المنبعثة في عملية الشحن، وهذا بلا شك تحد صعب يتطلب استثمارات كبيرة، لكننا عازمون على لعب دور مهم في هذا المجال، مبيناً أن بلاده تضم جزراً كبيرة تحمل فرصاً كبيرة للاستثمار، وهي بطبيعة الحال تحيد الكربون. المغرب: أهداف طموحة نوّه رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، خلال مشاركته في القمة بالهدف الطموح الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية، باستهداف الوصول لصفر% من الانبعاثات الكربونية بحلول 2060. ولفت النظر إلى أن مشكلات تغيير المناخ، تحدٍ كبير، يتطلب إعادة توجيه الاستثمارات نحو الأنشطة الاقتصادية، التي توازن بين الأهداف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وأكد أن هذه المبادرات تعكس بجلاء الرؤية الاستشرافية للقيادة السعودية، لمواجهة التحديات الرئيسة المرتبطة بالبيئة وظاهرة التغيير المناخي، وهو الأمر الذي تتشارك به معها المملكة المغربية، باعتماد مقاربة مندمجة وتشاركية متكاملة تعكس رهانات الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وهذه الإستراتيجية، والانتقال إلى اقتصاد أخضر ينسجم مع الجهود الدولية في هذا المجال، مشيراً إلى الخطة المغربية الوطنية للمناخ 2020 و2030 التي تهدف إلى تعزيز القدرة على التكيف وتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وتنزيل السياسات الوطنية المتعلقة بالمناخ على المستوى المحلي، وتشجيع الابتكار ورفع مستوى الوعي لتحديات مكافحة التغير المناخي، منوهاً بمنجز مغربي خلال العقد الماضي، يتمثل في زرع 300 ألف نخلة سنويا، وسط تواصل هذه السلسلة بغرس 500 ألف نخلة سنويا. أهمية حماية البيئة سلط نائب رئيس مجلس الوزراء في روسيا ألكسندر نوفاك، خلال كلمته في القمة الضوء على أهمية التعاون لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات. كما ناقش رئيس وزراء باكستان عمران خان مبادرات التشجير، وهنأ السعودية على أعمالها الخضراء. أما رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن فقالت: «ستشكل العقود العديدة القادمة مستقبل الاقتصاد الأخضر». يذكر أن الشرق الأوسط يواجه الكثير من التحديات البيئية مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديدا اقتصاديا للمنطقة، حيث يقدَّر أن 13 مليار دولار، تُستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدَّر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل عام ونصف العام، وأنه سيتم العمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية.