منذ أن انطلق بنا قطار رؤية المملكة 2030 عام 2016م، ونحن نزداد ثقة وانبهاراً بقدرته على الوصول إلى وجهته المنشودة ضمن الوقت الذي قرأناه على تذكرة الصعود (2030م)، ففي كل محطة يأخذنا إليها، يُطالعنا بمشروع عملاق وخلّاق أو مبادرة واعدة أو برنامج طموح أو استراتيجية بنّاءة، حتى أصبحنا ننتظر المحطة تلو الأخرى متلهفين لمعرفة ما فيها من كنوز مدهشة، ونحن متفائلون بأننا سنصل قبل الوقت المحدّد بإذن الله. يوم الاثنين الماضي أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية -حفظه الله- الاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي تعدّ أحد الممكنات الرئيسية لتحقيق مستهدفات الرؤية، ورافعة مهمة في تنمية الاقتصاد وتنويع مصادره، وكثيرة هي الأمور المهمة التي ذكرها سموه في تصريحه المرافق لإطلاق الاستراتيجية، وشدّني من تلك الأمور ملمح وطني عميق تجلّى في قوله حفظه الله:" لنترك إرثاً من الازدهار لأجيال الغد" في حقيقة تعكس أهمية تحملنا جميعاً مسؤولية بناء الحاضر باستدامة تمكّنه من مصافحة المستقبل بثقة كبيرة وأننا في مرحلة ترك الأثر الباهر حتى تنظر إلينا الأجيال القادمة بتقدير عالٍ وتبني كما بنينا أو أفضل من ذلك. كما شدّني أيضاً رسائله -حفظه الله- إلى القطاع الخاص والتي قال فيها:" تبدأ المملكة، اليوم مرحلة استثمارية جديدة تقوم على نجاحنا في زيادة عدد وجودة الفرص للمستثمرين السعوديين والدوليين؛ لنُمكِّن القطاع الخاص، ونوفر له فرصاً ضخمة"، وقوله:" باتت مهمتنا تكمن، الآن، في فتح الأبواب أمام القطاع الخاص، وإتاحة الفرصة له لينتج وينمو ويزدهر". إنها بحق فرصة ذهبية أمام القطاع الخاص لينطلق كلٌّ في قطاعه ومجاله، مطوراً ومستثمراً، فلا مبرر للقطاع الخاص بعد اليوم فقد فتحت الأبواب، وعبّدت طرق الاستثمار السريعة، وهُيِّئت البيئة المحفّزة، وسُنّت التشريعات الداعمة، وشيّدت البنى التحتية واللوجستية المختلفة، وأتيحت الفرص الواعدة. ففي قطاع التوصيل السريع أو النقل والخدمات اللوجستية والذي تستهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار تطويره عبر خطط استثمارية تفصيلية، هناك فرص كبيرة وواعدة في جميع مجالات أعمال القطاع وسلاسل الإمداد فيه، حيث يتمتع هذا القطاع ببيئة تنظيمية محفّزة، وتوافر قدرات رقمية هائلة، ووجود مساحة واسعة للإبداع والابتكار وتقديم منتجات جديدة، مدفوعاً بنسب نمو متصاعدة، بل ومتسارعة، مما يشجع رواد الأعمال ورؤوس الأموال على الاستثمار الآمن في هذا القطاع، إضافة إلى ما ستقدمه الاستراتيجية في تطوير القطاع وتنميته من خلال رفع القدرة التنافسية والابتكار فيه عبر استقطاب الشركات العالمية للاستثمار في فرصه الواعدة والكثيرة، كل ذلك يجعل من قطاع التوصيل وجهة اقتصادية محفّزة للاستثمار. اليوم هناك عدد من شركات تطبيقات التوصيل في القطاع تستعد للإدراج في السوق السعودي للأسهم "تداول"، في خطوة مهمة بهدف التوسع باستثماراتها وتثمير مواردها، فسوق التطبيقات السعودي واعد بامتياز وفرصه متاحة، خاصة في ظل إقبال منقطع النظير من قبل المستهلكين على خدماته وحلوله التي يوفرها يوماً بعد آخر. شركة "هنقرستيشن" استشرفت مبكراً هذه المميزات الاستثمارية التنافسية للقطاع، فعملت بداية على تطوير قدراتها عبر شراكة أحد أهم الشركات العالمية العاملة في مجال التوصيل في عدد كبير من دول العالم شركة "Delivery Hero "، ونجحا معاً بتحقيق شراكة استثمارية عالمية، وطّنا من خلالها المعرفة التكنولوجية والرقمية المتقدمة، وقدما مفهوماً جديداً وأداءً احترافياً في جميع مراحل سلسلة الإمداد، ما انعكس على جودة تقديم الخدمة عند عملائها، علاوة على ذلك بدأتا بتطوير القطاع عبر سلسلة من المشروعات المبتكرة وعلى رأسها تطوير تجربة "الدارك ستور"، و"الكويك ماركت"، وإنشاء "المطابخ السحابية"، ومشاريع استثمارية أخرى، جميعها سيوفر منتجات وخدمات جديدة، وفرص عمل للمواطنين، وسيعزز في الوقت نفسه من قدرة الشركة في الدخول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية بكفاءة وتنافسية عالية.