في حادثة لا تتكرر كثيرًا ويضرب فيها المثل بالعفو والتسامح قام المدعو يحيى بن علي آل الشوقبي من بني مالك عسير بالعفو عن قاتل ابنه إثر شجار نشب بينهما وذهب إلى بيت أمه وأخبرها أنه عفا عن ابنها دون أي مقابل مراعاة منه لظروفهم الصحية والاجتماعية، واجتمع اليوم مع قبيلته للاحتفال بهذا العمل الذي سطر به أروع لوحات العفو والتسامح. روى «للوطن» والد القتيل يحيى الشوقبي قصة العفو قائلًا إن القصة بدأت في شهر رجب الماضي عندما حصل شجار بين ابنه وصديقه وهما بداخل السيارة وتطور الخلاف بينهما بأن أخرج الجاني سكينًا كانت بحوزته وطعن بها القتيل عدة طعنات أدت إلى وفاته. وأسفرت التحقيقات في حينها عن صدور الحكم الشرعي في ذلك وفي شهر ذي القعدة قرر بنفسه الصفح عن القاتل طواعية دون تدخل من أي أحد كان أو تدخل للجهات المعنية في ذلك العفو حتى أن أفراد عائلته المقربين لم يعلم أيا منهم بذهابه، بل قام بذلك تعاطفًا مع الظروف الصحية لوالدة الجاني حيث إنها تعاني من بعض الأمراض المزمنة مما أدى إلى تأزم حالتها الصحية بعد حدوث جريمة القتل، وزادت سوءًا بعد صدور الحكم الشرعي حيث ذهب إلى والدة الجاني تعاطفًا منه شخصيًا ورغبة منه في الأجر دون أن يعلم به أحد حتى أقرب المقربين من عائلته، وأيضًا سبب آخر أن والد الجاني متوفي.