ندد كوفي عنان الذي أعلن أمس استقالته من منصبه كوسيط دولي وعربي في سورية، بما اعتبره "عسكرة متزايدة" للنزاع السوري وانعدام الإجماع داخل مجلس الأمن والمجتمع الدولي. وألقى عنان باللوم على "تبادل الاتهامات والسباب" داخل مجلس الأمن كأحد أسباب قراره أمس بالتخلي عن دوره. وقال لدى سؤاله عما إذا كان يعتقد أنه سيجري اختيار شخص آخر لخلافته "العالم مليء بأناس مجانين مثلي. ولذلك لا تندهشوا إذا استطاع الأمين العام بان كي مون العثور على شخص ما يمكنه أداء عمل أفضل مني". وأضاف "قد تكون هناك خطط أخرى وطرق أخرى قد تفلح بكفاءة تامة." وقال إن التركيز في هذه المرحلة يجب أن يبقى على حدوث انتقال سياسي يعني أن "الرئيس السوري بشار الأسد سيكون عليه الرحيل عاجلا أم آجلا". ميدانيا قصفت المعارضة السورية المسلحة أمس مطارا عسكريا قرب حلب التي تشهد معركة حاسمة بين الثوار وقوات النظام وذلك غداة حملة دامية قرب دمشق تخللتها إعدامات وعمليات تعذيب. وذكرت مصادر متطابقة أن مطار منغ العسكري قرب حلب، الذي تقلع منه المروحيات والطائرات التي تشن هجمات على المدينة تعرض للقصف. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن "مطار منغ العسكري تعرض للقصف بدبابة كان قد استولى عليها مقاتلون من كتائب الثوار في عمليات سابقة". وأكد مقاتلون أن القصف ناتج عن "هجوم من أجل الاستيلاء على المطار الذي تنطلق منه المروحيات والطائرات التي تقصف حلب". وقتلت القوات السورية 35 شخصا على الأقل معظمهم مدنيون غير مسلحين عندما قصفت واجتاحت ضاحية بالعاصمة دمشق. وقال أحد السكان مكتفيا بذكر اسمه الأول فارس في اتصال هاتفي من ضاحية جديدة عرطوز في جنوب غرب دمشق "الدبابات والجنود غادروا بعد الظهر، وعندما خلت الشوارع عثرنا على جثث 35 رجلا على الأقل". وأضاف قائلا "كلهم تقريبا أعدموا بطلقات في الوجه والرأس والرقبة في منازل وحدائق وأقبية". وقال فارس إن جنودا من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد اقتحموا منزله. وأضاف "فحصوا بطاقة هويتي وتركوني. يبدو أنهم كانوا يبحثون عن نشطاء أو شبان لهم انتماء معين لإعدامهم". وقال إن الجثث جمعت في مسجد عمر بن الخطاب ودفنت في مقبرة جماعية حفرتها جرافة تطوع بتقديمها صاحب مزرعة مجاورة. وتابع "هناك المزيد من الجثث في منطقة السهل لكننا لم نستطع الوصول إليها لأنه يوجد حاجز للجيش على الطريق هناك". وقال ساكن آخر بالضاحية إن العدد الإجمالي للقتلى هو 50 على الأقل.