الوطن هو ذلك النبض الذي يحتل الجهة اليسرى في صدورنا، وهو ذلك العشق والهيام الذي يجري في عروقنا، هو ذلك الشعور الصادق بالولاء، والانتماء، وحب التضحية والعطاء. الوطنية ليست شعارات ترفع فهي من الله مرفوعة، ولا هتافات تُردد فهي بالشرائع والشعائر مسموعة. الوطنية تعامل وسلوك وإنجاز ومسيرة نجاح بالأجيال نحو العلم والتقدم وصناعة العقول المنتجة. الوطنية هي الإخلاص في القول، والعمل ودحر الشائعات، والوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولة لزعزعة الأمن وانتهاك السيادة. الوطنية هي السير على منهج العقيدة الصافي الواضح في جميع شؤون الحياة، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) (110) آل عمران. الوطنية هي حب الدين وما جاءت به العقيدة، ودولتنا حفظها الله دولة العقيدة والمعتقد الصحيح. الوطنية هي التعامل بإيجابية وتفاؤل وجد واجتهاد، وهي الوسطية والاعتدال، الوطنية هي التعاون على البر والتقوى. والتعاون من أجمع المعاني التي أرساها الإسلام، لأنه قيمة نفسية واجتماعية وإنسانية عندما يستشعر الفرد مسؤوليته تجاه من حوله، فينصر المظلوم ويعطي الفقير ويرحم الصغير ويحترم الكبير.. إلخ. وطني أعاهد الله ثم أعاهدك على السمع والطاعة في المنشط والمكره.