تأتي مناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة ووطننا يزداد نموا وتطورا وازدهارا في جميع المجالات. نعيش حاضره الزاهر، ونستذكر ماضيه المجيد، في ظل قيادتنا الحكيمة التي ترسم خططها ورؤاها بمستقبل مشرق، ليبقى وطننا كما هو شامخ شموخ جبال طويق، وسامق سموق أشجار نخيل الأحساء، التي تعانق السماء، حيث اهتمت الدولة - أيدها الله - منذ نشأتها باتخاذ منهج بدأه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - بأن يبقى الإنسان هو الأساس الذي يُرتكز عليه من أجل ارتقاء الوطن، ومن ذلك الاهتمام بعملية التشجير، وزيادة المساحات الخضراء، والحفاظ على البيئة، التي تجد اهتماما كبيرا من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين. ولا أدل على ذلك الاهتمام من المبادرتين اللتين أعلنهما الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء، أواخر مارس الماضي، وحظيتا بتفاعل عالمي كبير، المتمثلتين في مبادرة «السعودية الخضراء» ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، واللتين ستتوجان باستضافة الرياض، خلال أكتوبر القادم، النسخة الافتتاحية ل«منتدى مبادرة السعودية الخضراء» و«قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، انطلاقا من دور المملكة الريادي في الحفاظ على المناخ، ودعم جهود المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الرئيسية المرتبطة بالبيئة، حيث تستهدفان زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10% من الإسهامات العالمية. كما أن وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة أطلقت العديد من المبادرات ذات الشأن نفسه، ومنها المرحلة الأولى من مبادرة حملة التشجير والتنمية المستدامة للمراعي والغابات، التي تعد إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني، والتي تأتي تماشيا مع أهداف «رؤية المملكة 2030» في حماية البيئة والموارد الطبيعية، لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع، وتهدف إلى الحد من ظاهرة التصحر، واستعادة التنوع الأحيائي والتوازن البيئي، والوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد المائية من خلال تغطية 60% من المياه المستخدمة لهذه المبادرة من مياه الصرف الصحي المعالجة. كما أولت الوزارة اهتماما بتحقيق المشاركة المجتمعية في استزراع النباتات المحلية، لتعزيز الوعي البيئي، من خلال دعوة عدد من الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات التطوعية والأفراد إلى زراعة أكثر من مليوني شجرة. وقد أطلقت مبادرة «التنمية المستدامة للمراعي والغابات»، التي زرعت خلالها 6 ملايين شجرة من أكتوبر 2019 وحتى أبريل 2020، و12 مليون شجرة حتى نهاية 2020 في عدد من مناطق المملكة، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات، لضمان بيئة وموارد طبيعية مستدامة، ضمن منظومة البرنامج، من خلال مشروعات تنموية تحقق ما تصبو إليه «رؤية المملكة 2030». كما أطلقت محمية الملك عبدالعزيز الملكية المرحلة الأولى من حملة تشجير المحمية في إبريل الماضي، بالتعاون مع القوات الخاصة للأمن البيئي، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، التي تهدف إلى تشجير المحمية بزراعة 100 ألف شتلة. ويتكون مشروع التشجير في المحمية من 7 مراحل، تستهدف زراعة 500 ألف شتلة، ويأتي كمبادرة تعاون بين القطاعات ذات العلاقة بالبيئة، ممثلة في الأمن البيئي، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ومحمية الملك عبدالعزيز الملكية، من أجل تعزيز التكامل بينها، للمحافظة على البيئة، وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي، وتحقيق استدامته، ومكافحة التصحر في المملكة. إننا كمسؤولين في اللجان التطوعية ذات الاهتمام بالمساحات الخضراء نُدرك ما تُعانيه البيئة المحلية حاليا من نقص في الغطاء النباتي بسبب الرعي الجائر، وزيادة أعداد الماشية، بالإضافة إلى ضعف الوعي العام بشأن المكتسبات البيئية، وأهميتها للحياة اليومية، وبالتالي فقد حرصنا، من خلال خططنا وبرامجنا، على الإسهام في حماية البيئة، والحد من التلوث، واستعادة الغطاء النباتي، والوصول إلى بيئة وموارد مستدامة، تحقق الأمن المائي، وتسهم في تحسين جودة الحياة. نسأل الله أن يديم على بلادنا أمنها وإيمانها وأمانها، وأن يكلأ قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين برعايته وحفظه وتوفيقه، ونسأله - جل شأنه - أن يعيد علينا هذه المناسبة الوطنية المجيدة والجميع ينعم بمزيد الأمن، ووافر التقدم والازدهار، في ظل القيادة الرشيدة.