يستهلك العالم يومياً 1,6 مليار فنجانا من القهوة، ويُقال إنها كمية تملأ نحو 3000 مسبح أولمبي. المسبح العام طوله 25 مترا، وعرضه من 10 إلى 20 مترا، وعمقه لا يتجاوز العشرة أمتار، أما المسبح الأولمبي فطوله 50 مترا، وعرضه 25 مترا، وعمقه أكبر من عشرة أمتار، لأن رياضة القفز الهوائي من المنصة تحتاج لعمق كبير لأمان اللاعب وضمان عدم وصول جسده لأرضية الحوض - تخيل كمية القهوة عالمياً بشكل يومي شيء يفوق الخيال. يقال، إنه قبل أكثر من 1200 سنة كان العمال الكادحون يجهدون في البقاء يقظين من دون هذا المحفز إلى أن وقع (خالد) كما تقول بعض الروايات أنه كان يرعى قطيع الماعز، فوقع على هذه المادة البسيطة التي غيرت الحياة، وبينما كان يرعى على سفوح الجبال- هناك من يقول الحبشة ومن يقول اليمن- لاحظ أن الماعز بعدما أكلت حبوباً معينة صارت نشيطة متحفزة، فأثار فيه الفضول، ومن هنا جاءت القهوة. «القهوة ذهب الإنسان العادي تجلب لشاربها شعوراً بالفخامة والنبل»، قالها الشيخ عبدالقادر الجزائري أول من كتب مخطوطة معروفة في تاريخ القهوة عام 1588، يقال إن الصوفيين في اليمن كانوا يشربون القهوة للسبب نفسه الذي نشربها اليوم من أجله، أي ليظلوا يقظين في الليل، ثم انتشرت القهوة في العالم الإسلامي بفضل الرحالة والتجار والحجاج فانتقلت من مكة إلى تركيا أواخر القرن الخامس عشر وإلى القاهرة في القرن السادس عشر حتى غدت مشروباً شعبياً واسع الانتشار. في عام 1650 أدخل القهوة إلى المملكة المتحدة تركي يدعى «باسكوا روزي»، وأخذ يبيعها بلندن، وافتتح مقهى يسمى «سلطانيس هيد» أي رأس السلطانة، وبحلول 1700 كان في إنجلترا 3500 مقهى. كان تحضير القهوة في أوروبا يقوم عموماً على طريقة إعداد المسلمين التقليدي للمشروب، وفي عام 1683 اكتشفت طريقة جديدة لإعداد القهوة وشربها فأصبحت المشروب المفضل في المقاهي. أما قهوة الكابوتشينو فقد أوحى بها كاهن يدعى «ماركوا دفيانو» من رهبان «دير كابوتشين» أثناء حصار الأتراك لفيينا عام 1683، وفي أعقاب تراجع الأتراك أخذوا يصنعون القهوة من أكياس البن التي خلفها الأتراك وراءهم، ولما كانت ثقيلة على مذاقهم فقد أخذوا يخلطونها بالكريمة والعسل، مما جعل لونها بنياً كلون ما يلبسه الرهبان الكابوتشين، فسميت عندئذ كابوتشينو تكريماً لرهبان ماركو دفيانو.