صديق البيوت القديمة، ورجل الطين.. هذه أبرز الألقاب التي يُعرف بها الحرفي عبدالله الخزام الذي يعشق رائحة الماضي وعبق التاريخ، ويهوى ترميم وبناء البيوت الطينية القديمة والأثرية تقديرًا منه للزمن الماضي الجميل، حيث كان يسكنها الآباء والأجداد، وأيضًا لالتصاقه بكبار السن ممن كانوا يعيشون ويبنون هذه البيوت قديمًا. واستطاع الخزام صقل موهبته في إعادة ترميم بيت قديم لأهله في حي «مغيضة» في قلب حائل، حتى تحول البيت مزارًا لمحبي التراث والبيوت الطينية، واشتهر الحرفي الخزام وذاع صيته ووصل حتى إلى الدول الخليجية المحيطة، حتى أنه طلب للمساعدة في ترميم مبانٍ في الإمارات العربية المتحدة. لمسات فنية تمكن الحرفي، المسجل في البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» عبدالله الخزام المحافظة على واحد من أحد أقدم أحياء حائل، وهو حي مغيضة، وإعادة ترميم مبانيه الطينيه القديمة، ذات الإرث والتاريخ القديم، واضعًا عليها لمساته الفنية بما يحفظ هويتها، والنمط العمراني الذي ساد وقت بنائها، مع الحرص كذلك على حفظ النقوش التي تتزين بها البيوت الطنية قديما والمصنوعة من الجص، والتي يحتوي بعضها على آيات قرانية وحكم قولية ونقوش زخرفية. مشروع خاص نفذ الحرفي الخزام مشروعه الخاص بترميم البيوت الطينية في حائل من خلال المحافظة على طابعها بالهوية الحائلية، ولبس بدلة العمل ووضع خوذة على رأسه، وكون فريقًا يشاركه هواية البناء بالطين وترميم البيوت القديمة، ويعمل الفريق في أجواء وظروف صعبة ولكن باستمتاع كبير، خصوصًا أن هدفهم هو المحافظة على الإرث القديم، والعمل على خلط الطين بالمواد الأولية وجذوع وسعف النخل والأثل. ووصف الخزام الطراز العمراني الحائلي القديم بمتانته وقوته في الإعمار من خلال سماكة الجدار «العروق» أو «المداميك» التي تتميز بها المجالس الطينية بالمنطقة، حيث تتراوح أحجامها من 30 سم إلى 40 سم، ويتم بناء العرق الواحد فيها خلال يوم كامل، وتستمر مدة البناء خلال فترة زمنية تتراوح ما بين 7 إلى 14 يومًا، وذلك لارتفاعها وطولها. ونوه الخزام أن البيوت الطينة في حائل تتكون من الليوان والقبة وغرفة العروس وغرفة المصخن ودار الشايب والماقد ودار المحل. وتنقسم البيوت الطينة في حائل قديمًا إلى قسمين، أحدهما مخصص للرجال والآخر للنساء، ويتكون قسم الرجال من مجلس فسيح يتميز بارتفاع أسقفه ويتقدمه ليوان خاص يكون مجلسًا صيفيًّا، ويضم القسم فناء خاصًا فيه، وفي بعض البيوت يخصص مكان لتقديم الطعام يعرف بالمقلط. أما قسم النساء يتكون من فناء خاص ومطبخ «الماقد»، وغرفة المحل «المستودع»، وغرفة المصخن وهو مكان خاص تجتمع فيه الأسرة الحائلية خاصة وقت فصل الشتاء، ودار الشايب وهي غرفة رب الأسرة، تجاوره غرف أخرى. زخارف حائلية بين الخزام أن البيوت الحائلية تمتاز بالزخارف والنقوش الجصية، وأشاد بالدعم الذي يتلقاه والفريق من وزارة الثقافة ممثلة بهيئة التراث، وقال «دعتنا وزارة الهيئة وعمدتنا لترميم مجلسين طينين لنعيدهما كما كانا في الماضي بالمحافظة على تكويناتهما الفنية»، مشيرًا إلى أن «النقوش الجصية بعضها يحتوي على آيات قرآنية وحكم، ونقوش زخرفية، وبعضها تأخذ من الأشجار والنباتات شكلاً لها». ويعمل الخزام على تدريب مجموعة من المتطوعين ممن يحملون نفس الهواية بحب ترميم البيوت القديمة ليكونوا نواة لفريق يحفظ البيوت القديمة. مكونات البيوت الحائلية القديمة - الليوان - القبة - غرفة العروس - غرفة المصخن مميزات نقوش البيوت الحائلية - آيات قرآنية - حكم قولية - زخارف - أشكال الأشجار - أشكال النباتات - دار الشايب - الماقد - دار المحل