ما زال أعداء الله والذين يضمرون في أنفسهم الحقد الدفين لهذا البلد الأمين، وشعبه الأصيل بل ولقادته النجباء يُخططون ويعقدون النوايا الخبيثة والمؤامرات لإغراق هذا البلد في بحور الأهواء والفتن... لا تزال نواياهم السيئة والماكرة تشتعل في صدورهم وهمهم الوحيد هو تفكيك هذا البلد الطاهر وتفريقهم في الأرض أحزاباً متناحرة. لن يهدأ لهم بال، ولن يهنأ لهم العيش حتى يثيروا في هذا البلد الفتن المتلاطمة والتي من ورائها يريدون أن يشاهدوا شعباً مُنحل الأخلاق مُشتت العقائد. هكذا هم يأملون ويحلمون بتحقيقه، وما علموا أن هذا الشعب قد عاهد الله من قبل، أن يبقى على العهد إلى يوم الدين لا تضره الأهواء ولا يصاب بالفتن ولا تزعزعه أفكار المنحرفين الذين باعوا هويتهم وعقولهم وأرواحهم للأعداء. لم يعلموا أن هذا الشعب سيظل يحمل في عنقه البيعة الصادقة التي أمرهم بها نبيهم صلى الله عليه وسلم.. لم يعلموا بأن هذا الشعب سيظل متماسكاً قوياً بإرادة الله أولاً ثم بصدق عزيمتهم وحبهم لهذا الوطن الغالي ولقادته الذين أخذوا على أنفسهم عهداً بأن يكون القرآن والسنة دستورهم في هذه الحياة وتطبيقاً على واقع وأرض هذا الوطن الغالي. لم يعلم المتآمرون على هذا البلد الغالي بأن شعبه الوفي لديه كامل اليقين والثقة في حفظ الله لهذا البلد وأهله وأنه مهما كانت مؤامراتهم ودسائسهم ماكرة وخبيثة فإن الله مُظهرها لنا بحوله وقوته. لم يعلم المتآمرون من أعداء الله أننا شعبٌ نبذل الدمَ والرقاب لله أولاً ثم للحفاظ على تراب هذا الوطن وتماسك أهله وعدم تفرقهم أو زعزعة أمنهم. إننا ولله الحمد نحظى بعقولٍ لا يساويها عقول في فهم السياسة وفهم ما يمكر به أعداء هذا البلد وأهله. يجب أن يعرف أهل المؤامرات الدنيئة لهذا البلد وحكامه وشعبه أننا للحق أوفياء ليست شقشقة لسان ولا تزوير بيان.. إنه إخلاصٌ منّا، وتضحية وفداء، إنه الحب الكبير الذي نحمله بين جنبات صدورنا فليموتوا بغيظهم أعداء الله. ليعلم أهل المؤامرات الدنيئة أننا نحمل حقيقة عظمى هي نفسٌ زاكية، وعقل سليم، ورباط وثيق بالله جل شأنه. ليعلموا أن حواسنا كلها تتحرك لله ولدينه ومرضاته، وليعلموا أننا لسنا طلاب ظهور ولا عُشَّاق مناصب، وليعلموا أننا أهل حروب ونستطيع بحول الله وقوته أن نردعهم ونرد كيدهم في نحورهم. يجب أن يعلم أصحاب المؤامرات الدنيئة بأن أرضنا معروفة المعالم من تاريخ طويل، وإننا لن نرضى أن يُغار عليها أو تُنتقص من قلبها أو من أطرافها، وليعلموا أن فجراً جديدًا يجبُ أن يطلع علينا ليحدَ من غارات الطامعين والراغبين في محو عقيدة التوحيد. يجب أن يعلم المتآمرون أن هذا البلد نبع منه الإسلام وأشرق نوره للعالم أجمع، وأنه سيبقى شامخاً بإسلامه ما بقيت الحياة، وأن هذا البلد سيكون مُجدداً لنور الإسلام ما بقيت الشمس تطلُع وتغرب. ليعلم المتآمرون أنهم سوف ينسحبون من حيث أقاموا ويتقهقرون من حيث تقدموا وأن فجرها سوف يحيرهم في شأنهم. اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم احفظ بلادنا وحكامها وشعبها آمنة مستقرة إلى يوم الدين.