تتمتع المنطقة الجنوبية بصور عديدة من الألعاب الشعبية، ومنطقة عسير واحدة من منظومة الموروث الشعبي المتعدد الاتجاهات والمتنوع المواهب الحركية وقد يشترك في بعض الألعاب الأطفال ذكوراً وإناثاً وبعضها يختص بالرجال وآخر بالنساء. وتمارس تلك الألعاب عادة في فترات الإجازة الصيفية والشتوية أو الأسبوعية، وتتجدد في ليالي رمضان، وتلك الرياضات والألعاب لها قوانينها الصارمة، وعادة ما يعود إلى كبار السن التحكيم فيها عند الاختلاف على قوانينها. ومن الألعاب الشعبية في سراة عبيدة "المقطار" وهو لعبة شعبية رياضية تعتمد على التفكير قبل الإقدام على تحريك ما مع اللاعب من حصى، ويلعبها اثنان قد يمضيان وقتاً قد يصل إلى ساعتين أو أكثر. "أم تسع" وهي اللعبة الشعبية الأولى في عالم المقطار، وهي عبارة عن ثلاثة مربعات متداخلة تناصفها أربعة أعمدة وتتوسطها دائرة صغيرة تسمى بالمجمع، توضع بها أحجار الخاسر. يقول العم محمد بن علي البشري: يتفق الطرفان على نوعية الأحجار الصغيرة المراد اللعب بها فقد تكون سوداء على أن يقابلها لون مختلف، فإن كان اللعب على الرمل فلا وجود للفحم في التخطيط، أما إن كان اللعب على صخر فإن الفحم يدخل في عملية التخطيط السريعة، ويصل الفائز إلى التفوق حين يحقق ثلاثة أحجار بخط واحد، أكان عمودياً أم أفقيا، وبالمقابل ينقص من أحجار الخصم حجر وهكذا حتى يكتمل نصاب الحجارة في التناقص. ويقول أبو فيصل عبد الله القحطاني: إن لعبة "الصفقة" تتكون من مجموعة من اللاعبين لا تتجاوز ستة أفراد، يتبرع أحدهم أن يكون الأول، عندها يخرج من الصف بمسافة تسمح لضربه في إحدى يديه عندما يرفعها عاليا ثم يحنوها على كتفه، لتتلقفها يد واحدة من مجموعة الأيدي الواقفة خلفه وعليه أن يحرز أو يخمن من الذي ضربه، فإن استطاع التعرف عليه جذبه ليحل مكانه، أو يعود إلى مربعه ويتلقى مزيدا من الضربات التي قد يكون بعضها موجعا، ويؤكد أبو فيصل أن اللعبة تمارس دون أدنى حساسية وأن الجميع يبدون مسرورين بأن قضوا وقتاً مسلياً خصوصاً في مثل هذا الشهر الكريم.