كان المصير مختلفاً، وربما عبر عن الحصيلة التي خرجت بها منتخبات المونديال. ربما لم يكن الرضا التام موجوداً، وربما لم تبلغ بعض المنتخبات الطموح، لكن الأكيد أن الانعكاسات على المدربين تعبر بشكل أو بآخر عن الحصاد. في الأرجنتين طالب كثيرون باستمرار ماردونا مدرباً، وفي تشيلي رأوا أن بييلسا الأنسب للاستمرار، وفي ألمانيا هناك مطالبات ببقاء لوف، أما في البرازيل فبدا الحال مختلفاً مع صاحب نظرية "النظام الصارم" التي لم تكف لوضع نجمة سادسة على صدر البرازيليين. وبدا منطقياً أن يقال كارلوس دونجا أمس من منصبه كمدير فني للمنتخب البرازيلي بعد الهزيمة أمام هولندا 1/2 الجمعة الماضي، ليودع أبطال العالم خمس مرات مونديال جنوب أفريقيا من دور الثمانية. وفي بيان مقتضب على موقعه الإلكتروني، كشف الاتحاد البرازيلي أن الجهاز الفني أعفي من مهمته في قيادة المنتخب بعد انتهاء "مدة العمل" التي بدأت في أغسطس 2006 و"انتهت بالخروج من مونديال جنوب أفريقيا". وأضاف البيان الذي جاء بعد ساعات قليلة من إشارة دونجا إلى إمكانية استمراره في المنصب بعد تلقيه تحية الجماهير إثر عودته إلى البرازيل، أن "الجهاز الفني الجديد سيتم إعلانه قبل نهاية يوليو الجاري". وأكد دونجا عقب وصوله إلى مطار مدينة بورتو أليجري "يجب أن أنتظر عودة رئيس الاتحاد ريكاردو تيكسيرا من جنوب أفريقيا لأتحدث معه ونتخذ القرار". وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب الخسارة أمام هولندا، ورداً على سؤال حول خططه للمستقبل، أوضح دونجا عدم اعتزامه البقاء في المنصب "منذ أن توليت قيادة المنتخب في 2006 والجميع كانوا يعرفون أن عقدي يستمر لأربعة أعوام". لكنه عاد أمس، ربما متأثراً بالدعم الذي لقيه من الجماهير، وغير لهجته "خطة عملي كانت لأربعة أعوام، لكننا سنتحدث بعد عودته" في إشارة إلى رئيس الاتحاد. ولا يزال تيكسيرا في جوهانسبرج، حيث يشارك الخميس المقبل في احتفالية الإعلان الرسمي عن شعار مونديال البرازيل 2014. وعقب هزيمة البرازيل أمام هولندا، قام رئيس الاتحاد بزيارة اللاعبين والجهاز الفني بهدف الشد من أزرهم وفقاً لما ذكره المتحدث باسم بعثة المنتخب البرازيلي رودريجو بايفا. وقال المتحدث "كان متأثراً للغاية، لكنه أخبرهم بأن الآن وقت رفع الرأس ومواصلة العمل، وذكرهم بأنه في غضون أربعة أعوام ستنظم البرازيل كأس العالم لكرة القدم، وسيكون عليها أن تفعل ذلك على الأقل بالمستوى الذي قدمته جنوب أفريقيا، والأهم أنه سيتحتم عليها حصد اللقب". وأضاف "لابد من بدء العمل من الآن، لأننا لن نستعد سوى بمباريات ودية"، موضحاً أن قرار الإعلان عن الجهاز الفني الجديد للمنتخب سيصدر عما قريب. وستأتي الخطوة الأولى في الحملة الجديدة للبحث عن اللقب العالمي السادس في مطلع أغسطس، عندما تعود البرازيل إلى الملاعب للمرة الأولى بعد المونديال لمواجهة الولاياتالمتحدة ودياً على إستاد "نيويورك جاينتس" في نيو جيرسي. وسيقود البرازيل في تلك المباراة مدير فني جديد، لم يتم الإعلان عن اسمه بعد. ووفقاً للصحافة البرازيلية، فإن الاتحاد سيختار واحدا من خمسة مدربين، أعلاهم حظوظا هو لويس فيليبي سكولاري. ومع ذلك، صرح المدير الفني الذي قاد البرازيل نحو انتزاع اللقب العالمي الخامس في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 لإحدى الإذاعات البرازيلية أنه سيوقع عقداً حتى 2012 مع نادي بالميراس، ولن يدرس أي مقترح لتولي تدريب المنتخب سوى مع نهاية هذا العقد. وقال "بعد انتهاء العقد، لو كان هناك أي منتخب مهتم بالتعاقد معي من أجل التأهل إلى مونديال 2014 أو لخوضه، أعتقد أنه سيكون أمراً رائعاً إنهاء مسيرتي في بطولة لكأس العالم". وإلى جانب سكولاري، تطرح أيضا أسماء ليوناردو (لاعب ومدرب ميلان الإيطالي السابق) الذي شارك كدونجا في فوز البرازيل بمونديال 1994 في الولاياتالمتحدة، وريكاردو جوميز (المدير الفني الأسبق لباريس سان جيرمان). كما تشير الصحف أيضا إلى اسمي موريسي راماليو ومانو مينيزيس المديرين الفنيين لفريقي فلومينينزي وكورينثيانز على الترتيب.