شهد نادي الاتحاد فترة عصيبة منذ نهاية الموسم الماضي، كانت حافلة بكثير من العقبات والمنغصات لجماهيره، شابها القلق على مستقبل النادي، الذي يئن تحت ضغوط الديون المتراكمة، والخلافات الواضحة بين رجالاته. وكان الموسم الماضي هو الأسوأ للفريق، الذي احتل المركز الخامس في قائمة الدوري، بعدما كان دوما في الصدارة أو قريبا منها، وفقد بالتالي بطاقة تمثيل المملكة في دوري أبطال آسيا 2013، وخرج خالي الوفاض من كافة بطولات الموسم المحلية الأخرى. ومع حالة السقوط التي كان يعيشها النادي، ظهرت خلف الكواليس مجموعة من الشباب المنتمين إلى عائلات اتحادية، عرف عنها ارتباطها بالنادي، وكان هدفها المعلن في البداية إعداد الدراسات والخطط وجمع المال لدعم النادي، إلا أن هذا الهدف تحول لاحقا للمطالبة باستقالة إدارة اللواء محمد بن داخل الجهني، وتحميلها مسؤولية تردي أوضاع النادي، مع تشكيل جبهة ضغط قوية لاستقالتها، ويقود هذه المجموعة لؤي قزاز، الذي كان ضمن أعضاء مجلس إدارة أحمد مسعود عام 2000، حيث يملك خبرة جيدة في الجانب الإداري داخل النادي. وفي محاولة من الرئيس الفخري لهيئة الأعضاء الأمير طلال بن منصور، لاحتواء الأجواء الساخنة طالب إدارة بن داخل الدعوة لعقد اجتماع لأعضاء الشرف، لاختيار رئيس للمجلس الشرفي الذي ظل شاغرا لمدة سنتين بعد استقالة طلعت لامي. وسبق الاجتماع اتفاق على اختيار محمد فايز رئيسا للمجلس بالتزكية، وهو ما تم، لكن تلك الثقة لم تكن كافية لتنصيبه رئيسا رسميا، حيث طالبت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن يكون اختياره عبر جمعية عمومية رسمية، وليس عبر اجتماع شرفي لا تحكمه لوائح وأنظمة الرئاسة. وفي ظل الضغط المتزايد على إدارته آثر الجهني الاستقالة أمام ضغط الديون عاجلة السداد، وكلف نائبه أيمن نصيف بإدارة النادي، مع الدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية لاختيار رئيس للنادي فقط، حيث كان حينها أعضاء مجلس الإدارة لم يتقدموا باستقالاتهم. ووسط هذه الظروف، كان الفريق الكروي يستعد للمغادرة إلى معسكره الإعدادي في إسبانيا، وتخلف عن مرافقته بداية: رضا تكر، وأسامة المولد، وحمد المنتشري، ومبروك زايد، ونايف هزازي، لأسباب مختلفة يتعلق بعضها بعدم اكتمال إجراءات التأشيرات، وكان ضمن البعثة التي وصلت إسبانيا اللاعب عبده عطيف الذي تحول بعد خمسة أيام من وصول الفريق قضية كبرى، حيث وقع للنصر، وسط تمسك مدرب الاتحاد ارؤول كانيدا به وإصراره على تجديد التعاقد معه. وبعد التعاقد الرسمي لعطيف مع النصر غضب كانيدا، وامتنع عن الإشراف على التدريبات مهددا بالاستقالة، ليتدخل فايز لتهدئته وإعادته للإشراف على الفريق، في المقابل قدم نصيف استقالته من الرئاسة بعد تصاعد الغضب الجماهيري، من انتقال اللاعب الذي جاء مكملا لعدم التجديد للمصري حسني عبد ربه. ونشطت الاتهامات بين عدد من الأطراف الاتحادية حول مسؤولية ما يدور في النادي من مشاكل، كان تأثيرها واضحا على نفسيات اللاعبين، ما دفع قائد الفريق اللاعب محمد نور إلى المطالبة صراحة عبر بيان صدر عنه، إبعاد الفريق عن الأجواء المشحونة التي يعيشها النادي. وواصل المعسكر فعاليته بعد عودة كانيدا، كما شهد المعسكر انضمام اللاعب الكاميروني موديست امبامي بنصيحة من كانيدا، الذي سبق له أن دربه مع الميريا الإسباني، كما بقي المغربي فوزي عبدالغني، ضمن قائمة الفريق الذي نجح بضم البرازيلي دييجو سوزا في صفقة ضخمة اقتربت من 42 مليون ريال نجحت مجموعة شباب المستقبل في توفيرها، وبقي فقط التعاقد مع لاعب آسيوي.