تعد القلاع من أهم الآثار التي تكون شاهدا على شعوب وأناس عاشوا وماتوا، ومازالت شواهدهم حاضرة رغم مرور الزمن، فالآثار هي الذاكرة الوحيدة التي يمكن من خلالها مشاهدة التاريخ، ومنطقة تبوك زاخرة بمثل هذه الآثار، ومنها قلعة تبوك، وقلعة ذات حاج، وقلعة الأخضر، ,وقلعة الأزلم، وقلعة المعظّم، وقلعة المويلح. وعليه يؤكد نائب رئيس نادي أدبي تبوك سابقا الدكتور موسى العبيدان على أهمية هذه القلاع كونها أحد المعالم التي كانت تعتني بها الشعوب، ويقول "اعتنى سلاطين الدولة المملوكية والعثمانية بتأمين طرق الحج من اللصوص وقطاع الطرق ببناء القلاع والحصون على طريق الحج الشامي والمصري اللذين يعبران منطقة تبوك حاليا إلى الأراضي المقدسة". وعن الأهداف وراء بناء هذه القلاع يكمل العبيدان "كانت الأهداف من إنشاء هذه القلاع أولا: حماية قوافل الحجيج والتجارة، وذلك بتزويد القلعة بعدد من الحاميات لحفظ أمن القوافل، وكانت الخزينة المصرية في العهد العثماني تتكفل بتغطية مصروفات حامية القلعة"، ويضيف "فمثلا بلغت مصروفات قلعة المويلح عام 1004ه نحو 164184 بارة، وفي السنة ذاتها بلغت مصروفات قلعة الوجه نحو 7990 بارة" ويفصل العبيدان مصروفات القلاع بقوله "وتشمل هذه المصروفات مرتبات الحامية، وأجرة جمال الحمل" وأما عن الهدف الثاني لبناء القلاع يقول "أنشئت القلاع بهدف تخزين المؤن والغلال التي يأتي بها الحجاج في هذه القلاع لحين العودة للمتاجرة بها لاحقا في سوق القلعة، أو للتزود بها في الطريق" ويردف "ثالث أهداف إنشاء القلاع أن تكون هذه القلاع محطات لراحة الحجاج، ومراكز تخزين للمياه التي يحتاجها المسافرون على طريق الحج الشامي والمصري"، ويبرر العبيدان هذا الهدف بقوله "ولتحقيق هذا الهدف قامت الدولة المملوكية والعثمانية بحفر عدد من الآبار داخل القلعة وخارجها، وبناء البرك وملئها بالماء لخدمة الحجاج، فمثلا قلعة الوجه فيها بئر وخارجها بئران، ومياه هذه الآبار تأتي من السيل"، ويستطرد "وكذلك في قلعة المعظم فيها عين تملأ ثلاث برك ملاصقة للقلعة المبنية". ورغم أن الهدف من هذه القلاع والحصون كان عسكريا نوعا ما، إلا أنها بقيت حاضرة إلى يومنا هذا، ويعلق العبيدان على تاريخ هذه القلاع بقوله "في عهد السلطان المملوكي محمد بن قلاوون بنيت قلعة الأزلم، وأعيد بناء هذه القلعة في عهد السلطان المملوكي فانصوه الفوري عام 916 ه" ويضيف "وفي العهد العثماني بُني عدد من القلاع، ففي عام 967ه بنيت قلعة تبوك، وفي عام 971ه بنيت قلعة ذات حاج، وفي عام 938ه بنيت قلعة الأخضر، وفي عام 1031ه بنيت قلعة المعظم، وفي عام 968ه بنيت قلعة المويلح، وفي عام 1026ه بنيت قلعة الوجه، وفي عام 1176ه بنيت قلعة السوق في الوجه، وكذلك في أواخر العهد العثماني بنيت قلعة أملج". من جانبه أكد مدير الآثار بمنطقة تبوك بالنيابة رضا الجهني أن كل القلاع في المنطقة مسوّرة ويقوم عليها حارس لحمايتها، وأضاف بشأن بعض القلاع قائلا "خلال الشهرين المقبلين ستتحول قلعة تبوك إلى متحف، ومكتب إداري للآثار، فقد تم تعليق اللوحات والمعلومات للمتحف، وننتظر الافتتاح" ويكمل "وهناك بعض القلاع تحت الترميم ومنها قلعة الأزلم، وهناك قلعة الملك عبدالعزيز في محافظة حقل مطروحة للترميم أيضا، وستقوم الآثار بتبوك بترميمها".