تستعد هيئة قناة السويس في مصر إلى استئناف حركة الملاحة في القناة قريبا، بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي جنحت جزئيا، وتتواصل عمليات إنقاذ وتعويم سفينة حاويات بنمية عملاقة جنحت نتيجة سوء الأحوال الجوية، خلال عبورها قناة السويس، إحدى طرق الملاحة الأكثر استخداما في العالم. وقال رئيس هيئة القناة، الفريق أسامة ربيع، في بيان إن عمليات إنقاذ السفينة التي جنحت، تتم «بواسطة ثماني قاطرات» تصل قوة شد أبرزها إلى 160 طنا، إذ «يتم الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويمها». سوء الأحوال الجوية ووقع الحادث، بحسب البيان، بسبب «انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية، نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، حيث بلغت سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة، ومن ثم جنوحها». وتم تداول صورة سفينة الحاويات التايوانية العملاقة «إم في إيفر غيفن» وهي عالقة في القناة، التقطتها جوليانا كونا، من على متن سفينة «مارسك دنفر» المتوقفة وراء السفينة الجانحة، ونشرتها على حسابها على «إنستجرام». كما نشرت هيئة قناة السويس صورا للسفينة، أوضحت صورة منها تعثر السفينة بيابسة ضفة القناة، ووجود معدات حفر بجانبها لمحاولة إزاحة الطرف العالق عن اليابسة. ويبلغ طول السفينة 400 متر وعرضها 59 مترا، وتبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، بحسب بيان الهيئة، وقد جنحت «في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام». وقالت مصادر ملاحية لوكالة فرانس برس إن هناك «30 سفينة محتجزة الآن عند المدخل الشمالي لقناة السويس، وثلاث سفن أخرى محتجزة عند المدخل الجنوبي». 100 سفينة وكانت وكالة أنباء «بلومبرج» ذكرت أن أكثر من مئة سفينة كانت تنتظر بعد الحادث لتتمكن من المرور عبر قناة السويس، لكن ربيع أشار إلى «انتظام» حركة الملاحة مرة أخرى من خلال مجرى القناة الأصلية، وعدم ادخار جهد لخدمة حركة التجارة العالمية. ولكن لم يتم توضيح آلية عبور السفن من خلال المجرى الأصلي، خصوصا في ظل وضعية السفينة الجانحة التي تغلق الناحية الجنوبية للقناة بمجرييها. وقالت خبيرة النقل واللوجستيات كاميلي إيغلوف، من مجموعة «بوسطون كونسالتينغ»، إنها ستكون مسألة ساعات قبل أن تُستأنف حركة الملاحة البحرية مجددا، لكن كلفة ذلك ستكون عالية.