يعتمد أحد أهم عوامل النجاح لأي منظمة، على مدى فعاليتها في إدارة جودة المنتجات والعمليات. ويتم باستمرار تحسين الإستراتيجيات من أجل الاستخدام الأمثل للأشخاص والعمليات والتكنولوجيا. وفي مجال إدارة الجودة وكذلك في العصر الرقمي الحالي، يتم التركيز بشكل كبير على نضج وتطور التكنولوجيا والعمليات. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن عنصر الموظفين، والقيادة، وثقافة الجودة ما زالت تلعب دوراً مركزياً في إدارة جودة المنتجات أو الخدمات. وتعد الطريقة التي يتم بها تنظيم الجودة داخل المؤسسة، ذات علاقة كبيرة بفعالية إدارة الجودة. وهناك عدد من الطرق التي يمكن بها هيكلة الجودة، مثل إدارة الجودة المركزية واللامركزية. وفي إطار مركزية إدارة الجودة، عادةً ما يتم تنظيم العمل من قبل فريق جودة يدير الأهداف والمبادرات رفيعة المستوى عبر المؤسسة، وتكون هذه المجموعة مسؤولة عن توحيد العمليات، وإنشاء برامج التدريب، وإدارة دور الجودة في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في المؤسسة. على الرغم من أن المؤسسات التي تتبع إستراتيجية إدارة الجودة المركزية لديها موارد عالية الجودة، إلا أن هذه المؤسسات عادةً ما يكون لديها القليل من المرونة، أو عدم المرونة في تكييف العمليات والمتطلبات، التي قد تكون فريدة من نوعها على مستوى بيئتها. وفي إطار النهج اللامركزي، عادةً ما تتكون المنظمات التي تتبع نهجاً لامركزياً لإدارة الجودة، من عدد من وحدات الأعمال المستقلة التي يتم تنظيمها حسب المنطقة أو خط الإنتاج. وفي كثير من الأحيان، تكون هذه المؤسسات قد نمت من خلال عمليات استحواذ. من ناحيةٍ أخرى، يمكن للنهج المختلط لإدارة الجودة جلب أفضل النتائج، من وجهة نظر خبراء الإدارة، وهو أي هذا النهج يعبر عن أسلوب هجين في إدارة العمليات في مكاتب المؤسسة حول العالم، والتي يمكن تحقيق فوائد النهج المركزي فيها، مع ترك الأجزاء المحلية من إدارة الجودة لتتم إدارتها من خلال النهج اللامركزي. ويقوم بعض المؤسسات بإدارة الجودة كجزء من مبادرات تقوم بإطلاقها، مثل مبادرات التميز التشغيلي أو تحسين الإنتاجية. وعادةً ما يكون لدى هذه المنظمات مجموعة قياسية من القواعد والعمليات، لإدارة مثل هذه المبادرات، ومواءمة التمويل والعمليات وغيرها، مع تلك القواعد والعمليات عالية المستوى. وتكمن الأيديولوجية وراء ذلك في أنه لا يمكن إدارة الجودة من قبل مجموعة معينة، بل يجب أن تكون جزءاً من مسؤولية كل موظف. واعتماداً على نوعية الصناعة، تركز بعض المنظمات على وظيفة محددة، عندما يتعلق الأمر بالجودة، وقد تشمل تلك الوظائف وظائف إدارة سلسلة التوريد، والتصميم، والتصنيع، والتوزيع، أو الخدمات. وتعتبِر هذه المنظمات عادةً مثل هذه الوظائف بمثابة الكفاءات الأساسية، وتعتبرها كذلك مصدراً للتمييز في الصناعة. وضمن كل من هذه الوظائف، ستكون هناك مجموعة عليها تقديم تقارير إلى الإدارة العليا. وبشكلٍ عام، لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع لهيكلة الجودة داخل مؤسسة ما. وكثير من المنظمات يتبع نماذج هجينة، تشمل عناصر من كل من هياكل الجودة المركزية واللامركزية. ومن المهم فهم الأهداف الحالية لمؤسسة ما، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه المؤسسة ومواءمة إستراتيجيتها، وفقاً لذلك بهدف الوصول إلى النتائج المرسومة مسبقاً.