منذ بداية جائحة كورونا، كان هناك احتمالان أساسيان حول أصل فيروس كورونا الجديد «كوفيد-19»، الأول يشير إلى أن الفيروس ينتقل من الخفافيش إلى البشر. والثاني أن الفيروس تسرب من مصنع في مدينة ووهان في الصين، وهو الأمر الذي توصل إليه فريق ألماني بقيادة الفيزيائي وعالم النانو في جامعة هامبورج البروفيسور رولان ويزندينجر. النتائج الجديدة تتعارض تماما مع ما ذكرته دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية، التي أرسلت فريقا خاصا للتحقيق في منشأ الفيروس، حيث كشفت أن الخفافيش هي التي نقلت الفيروس إلى البشر. 60 دليلا دعم العالم الألماني وفريقه نتائج بحثهم الذي بدأ العمل عليه في يناير 2020 بنحو 60 دليلا ونشرت نتائجها في مجلة «بيلد» الألمانية اليوم. يقول «ويزندينجر» إنه بالفعل متخصص في تقنية النانو، ولكن ما دفعه للدراسة حول منشأ كوفيد-19 هو الفضول العلمي، والإحساس بالواجب كعالم، وأضاف على عكس الأوبئة السابقة المرتبطة بفيروسات كورونا مثل «سارس» و«ميرس» لم يتم تحديد المضيف المسبب لانتقال كورونا المستجد للبشر، ولذلك اُعتبِرت نظرية الأمراض حيوانية المنشأ كتفسير محتمل للوباء، ولكن في الحقيقة ليس لها أساس علمي سليم. نتائج الدراسة يؤكد «ويزندينجر» أن فيروس كورونا الجديد يلتحم بشكل مدهش مع مستقبلات الخلايا البشرية، ويمكنه اختراق هذه الخلايا، الأمر الذي يدعم نظرية تسرب هذا الفيروس من مختبر ما. وتقول نتائج الدراسة أيضا إن الخفافيش لم تعرض كما قيل في سوق السمك وسط ووهان، وتقول إحدى حقائق الدراسة المحتملة، إنه من المستبعد للغاية أن تشق الخفافيش طريقها بشكل طبيعي من الكهوف البعيدة في المقاطعات الصينية الجنوبية، ثم تصل إلى أحد الأسواق في ووهان، التي تبعد عن هذه الكهوف مسافة 2000 كم تقريبا، ومن ثم تتسبب في انتشار جائحة عالمية. في المجمل يعتمد «ويزندينجر» على 60 دليلًا على نظريته، بأن الفيروس ظهر من أحد المعامل المخبرية. دراسات في المستقبل يتوقع البروفيسور «ويزندينجر» أن يُجرى المزيد من الدراسات والاستقصاءات حول المنشأ الحقيقي لكورونا الجديد في الأسابيع والأشهر القادمة، مبينا أن هناك العديد من الدراسات التي أكدت أن الفيروس ظهر نتيجة وقوع خطأ في أحد المختبرات الصينية، ومنها دراسة الدكتور ستيڤن كواي من الولاياتالمتحدة، ولذلك فإن احتمال أن يكون ظهور كورونا من المختبر هو 99.8%.