مذهلة هي الكتابة، تجعل منك راويا مبدعا لأحداث يومك أمام الجميع بصورة مغايرة تماما عن حقيقة يومك الملئ بالعثرات. لنكتب لنذهل، ونذهل بما يكفي الليالي الموحشة التي تمردت على العقول، وصنعت من كل مساء أمسية، وتجاهلت سوء العقاب، وأعرضت بوجهها، وأقفلت عينيها مودعة، وتزاحم الناس في طريقها، لإجابة تشفي السؤال بريقها. وبكل عفوية تراجعت وصرخت بأعلى صوتها، أنا السفينة والربان والموج، وأنا الأميرة في قصر الجبال الشاهقة. فلا أرى غير السواد في ليلي، ولا أرى غير الغيوم الصامتة، وأنا البريق والنجوم النائمة، فالشعر عنواني والكتابة مرهقة جدا. على مكتب أسود من زجاج، وجدت كمية الأوراق المكدسة التي تتوسل لإيجاد الحلول. قهوه سوداء كلون عينيها، وخصلات شعرها الكثيفة المليئة بالقصص الصامتة، التي حبست لوقت طويل، وقفت جبلا شامخا رزينا في أرضه الجافة، تشققاته تحكي جميع تجارب حياته، حفرها منبع المشاعر الداخلية المقيدة، هي لا تهاب شيئا، نحن من نرتجف من شدة القوة الظاهرة. على ذكر القهوة، هاهي سكبت، ولكن! تسارعت الأوراق للنهوض قبل أن تغرق بفعل صرخاتها القاتلة.