يشكل انضمام الجمعية السعودية للتمريض لمجلس التمريض العالمي حدثا بارزا وأهمية كبرى، لما له من انعكاسات على مهنة التمريض والنظام الصحي بشكل عام، وصناعة منهجية عالمية حديثة، تطبق أحدث المعايير الدولية للممارسات التمريضية المبنية على البراهين والعلم الحديث. ولا تزال المملكة تلقي بثقلها السياسي والاقتصادي في قلب العالم، حيث تعد من أقوى اقتصادات العالم الكبرى المؤثرة، المتمثلة في دول العشرين الأقوى اقتصاديا، وأثبت أخيرا في ظل جائحة كورونا (كوفيد-19) متانة نظامها الصحي في ظل الدعم الكبير من الحكومة الرشيدة. واليوم تلقى بثقلها العالمي في مجلس التمريض العالمي، لتسجل إنجازا جديدا يحفر مجدا في صفحات التاريخ. ويشكل مجلس التمريض العالمي، المعروف باسم مختصر «ICN»، أي International Council of Nursing، أكبر مظلة دولية للتمريض في العالم، إذ تأسس في 1899، ويضم أكثر من 130 جمعية مهنية حول العالم، وأكثر من 20 مليون ممرض وممرضة من مختلف دول العالم، وكان للمملكة العربية السعودية دور ريادي وقيادي في المنطقة، لتحظى بهذا الإنجاز في الانضمام لهذه المظلة العالمية والمحفل الدولي الكبير، وتؤكد مكانة المملكة الإقليمية والدولية وقوة نظامها الصحي. ويسهم انضمام الجمعية السعودية للتمريض في صناعة القرار الصحي العالمي، وبناء قيادات تمريضية لهم صوت مسموع وحاضر في المحافل العالمية، وكذلك الإسهام في رسم سياسات تشكيل الإستراتيجية التمريضية العالمية، واستضافة المؤتمرات الدولية، والمشاركة كعضو فعال على مستوى العالم، لتبادل المعارف واكتساب الخبرات العالمية، وامتيازات الحصول على المعلومات المهمة والتحديثات المستجدة، حيث لعبت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية دورا كبيرا، وبذلت جهودا مضنية في سبيل نيل جمعية التمريض السعودية العضوية الدولية. ولا يفوتني أن أشكر كل من أسهم في هذا النجاح والإنجاز من أعضاء مجلس الإدارة والأعضاء المؤسسين على جهودهم الكبيرة خلال الفترة الماضية، لنيل عضوية المملكة في مجلس التمريض العالمي. ويمثل انضمام الكوادر التمريضية لعضوية الجمعية إسهاما كبيرا للرقي بالمهنة والعمل على تطويرها، بما يحقق أهداف الجمعية ورؤيتها المستقبلية، ويعمل على تفعيل رسالتها في مهنة التمريض والقطاع الصحي في المملكة، إذ تعد مهنة التمريض من أكثر المهن طلبا حول العالم، حيث تمثل اقتصادا مستداما وموردا بشريا، لتحقيق الأمن الصحي الذي يسهم بدوره في تعزيز الاقتصاد الوطني من أجل تحقيق «رؤية المملكة 2030».