شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على أن القضاء على الفساد واجتثاث جذوره مهمة وطنية جليلة في سبيل الحفاظ على المال العام وحماية المكتسبات الوطنية، ومنع التكسب غير المشروع الذي ينافي ما جاء به الشرع الحنيف، وأن الدولة ماضية في نهجها الواضح بمكافحة الفساد والقضاء عليه، والإعلان عن كل قضايا الفساد وما تتوصل إليه التحقيقات بكل شفافية. وقال خلال افتتاحه عبر الاتصال المرئي - أمس، أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، بحضور ولي العهد: إن رؤية المملكة 2030 هي خارطة الطريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح، فقد أسهمت في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة. وأضاف خادم الحرمين: إن المملكة عملت، ولا تزال تعمل لضمان استقرار إمدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم.. وفي مستهل أعمال المجلس تليت آيات من القرآن الكريم. ثم تشرف رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، وأعضاء وعضوات المجلس بأداء القسم، وذلك عقب صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينهم في المجلس في دورته الثامنة، قائلين: (أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصاً لديني ثم لمليكي وبلادي، وألا أبوح بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل). خدمة الوطن والمواطن عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الخطاب الملكي السنوي فيما يلي نصه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبيّ بعده،،، الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرنا افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، سائلين المولى أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه، وأن يعيننا لخدمة الوطن والمواطن، وأُقدر لمجلسكم الموقر أعمالكم الجليلة. أيها الإخوة والأخوات منذ أن وحّد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله المملكة العربية السعودية وهي تأخذ بمبدأ الشورى، مما أسهم في تعزيز مسيرتها التنموية الشاملة لتحقيق ما تصبو إليه من أمن ورخاء وازدهار. وإننا نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين، وتوفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، وقد حرصنا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الظرف الاستثنائي المتمثل بجائحة كورونا المستجد التي أصابت العالم، ودفعنا المزيد من احتياطات السلامة والوقاية، فاقتصر الحج على عددٍ محدودٍ من مواطنين ومقيمين، لضمان صحة الحجيج. آثار الجائحة لقد أثمرت جهود بلادكم في التصدي المبكر للحد من آثار الجائحة، وهو ما ساهم في تدني انتشار العدوى وانخفاض أعداد الحالات الحرجة ولله الحمد. وأكرر شكري لإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي المواطنين والمقيمين، على تفهمهم وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات، كما أشكر أجهزة الدولة كافة، على جهودهم في مواجهة الجائحة. وإني لأشكر من هذا المقام أبنائي الجنود البواسل في الحد الجنوبي، وأدعو لهم بالثبات، ولشهدائنا بالجنة. الأثر الاقتصادي في سبيل تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد، سارعت بلادكم لتقديم مبادرات حكومية للقطاع الخاص، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شملت أكثر من ( 218 ) مليار ريال، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ (47) مليار ريال. ولقد سعينا من خلال إدارة الجائحة إلى استمرار الأعمال وموازنة الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي، وسنواصل التقييم المستمر، حتى انتهاء الجائحة بإذن الله. قمة استثنائية في تأكيد لريادة بلادكم، دعت المملكة العربية السعودية، التي ترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين، في ظرف جائحة فيروس كورونا المستجد، وبغية مواجهة عالمية تخفف آثار الجائحة، لعقد قمة استثنائية افتراضية، جرت في (مارس) الماضي، ونتطلع من قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد بحول الله هذا الشهر إلى تعزيز التنمية، وتحفيز التعاون عالمياً، لصنع مستقبل مزهر للإنسان. وإضافة إلى ذلك، فقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ تأسيس منظمة أوبك على استقرار أسواق البترول العالمية، وليس أدل على ذلك من الدور المحوري الذي قامت به في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك بلص، وذلك نتيجة مبادرات المملكة الرامية إلى تسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها. كما عملت المملكة، ولا تزال تعمل لضمان استقرار إمدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق البترول العالمية. خارطة طريق رؤية المملكة 2030 هي خارطة الطريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح، فقد أسهمت الرؤية خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة، أبرزها تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل، ونستعد حاليا لمرحلة دفع عجلة الإنجاز التي تتسم بتمكين المواطن، وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر، وزيادة فاعلية التنفيذ. ويسرنا أن المملكة اليوم أصبحت الدولة الأكثر تقدما وإصلاحا من بين (190) دولة، وفقا للبنك الدولي، وأن المملكة حققت المرتبة الأولى خليجيا والثانية عربيا، في تقرير البنك الدولي: «المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2020». مشروع إقليمي إن المملكة تؤكد خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، وترفض تدخله في شؤون الدول الداخلية، ودعمه الإرهاب والتطرف وتأجيج الطائفية، وتدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه إيران، يضمن منعها من الحصول على أسلحة دمارٍ شاملٍ وتطوير برنامج الصواريخ البالستية وتهديد السلم والأمن. ونستنكر انتهاك مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، القوانين الدولية، بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ بالستية تجاه المدنيين بالمملكة، مؤكدين دعم الشعب اليمني الشقيق لاستعادة سيادته واستقلاله، بواسطة سلطته الشرعية. وتؤكد المملكة استمرار وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما أننا نساند الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق عادل ودائم. كما نقف مع العراق وشعبه الشقيق، ونساند جهود حكومته في سبيل استقراره ونمائه وحفاظه على مكانته في محيطه العربي، وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتعاون في مختلف المجالات من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي. ونؤيد الحل السلمي بسورية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 ومسار جنيف 1 مؤكدين وجوب خروج الميلشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري. اتفاق دائم كما أننا نتابع باهتمام تطورات الأوضاع في ليبيا، مجددين ترحيب المملكة بتوقيع اللجان العسكرية الليبية المشتركة الاتفاق الدائم على وقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة، متطلعين إلى أن يمهد الاتفاق الطريق لإنجاح التفاهمات الخاصة بالمسارين السياسي والاقتصادي، بما يسهم في تدشين عهد جديد يحقق الأمن والسلام والسيادة والاستقرار لليبيا وشعبها الشقيق، داعين إلى وقف التدخل الخارجي في الشأن الليبي. وبوصف المملكة رئيساً لمجموعة أصدقاء السودان فإنها تشدد على أهمية دعم السودان حالياً، وتؤكد الدعم السياسي الكامل لمحادثات جوبا للسلام. حفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها فضله، ووفقنا وإياكم لمواصلة قيامنا بخدمة شعبنا، وتعزيز أدوار بلادنا الريادية، ومساهماتها في تحقيق الأمن والسلم والتنمية إقليمياً ودولياً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرتكزات ملكية كورونا - تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي الفيروس - 218 مليار ريال مبادرات للقطاع الخاص - 47 مليار ريال لدعم القطاع الصحي - استمرار الأعمال ومواصلة التقييم المستمر النفط - العمل على استقرار أسواق البترول العالمية - تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك بلص - مبادرات تسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها - ضمان استقرار إمدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين 2030 - خارطة الطريق لمستقبل أفضل - تحسين الخدمات الحكومية - رفع نسبة التملك في قطاع الإسكان - تطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة - استقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية - تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل - تمكين المواطن وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر - المملكة أصبحت الدولة الأكثر تقدما وإصلاحا من بين 190 دولة - حققنا المرتبة الأولى خليجيا والثانية عربيا في تقرير البنك الدولي إيران - خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني - نرفض تدخله في شؤون الدول الداخلية ودعمه للإرهاب - دعوة المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه إيران - ضرورة منعها من الحصول على أسلحة دمارٍ شاملٍ وتطوير برنامج الصواريخ البالستية الحوثي - نستنكر انتهاك مليشيا الحوثي الإرهابية بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ بالستية تجاه المدنيين بالمملكة - ندعم الشعب اليمني الشقيق لاستعادة سيادته واستقلاله فلسطين - استمرار وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة - نساند الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي العراق - نقف مع العراق وشعبه الشقيق - نساند جهود حكومته في سبيل استقراره ونمائه - تعزيز العلاقات من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي سورية - نؤيد الحل السلمي بسورية - نؤكد وجوب خروج الميليشيات والمرتزقة - ضرورة الحفاظ على وحدة التراب السوري. ليبيا - نجدد ترحيب المملكة بوقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة - نتطلع إلى أن يمهد الاتفاق الطريق لإنجاح المسارين السياسي والاقتصادي - ضرورة تدشين عهد جديد يحقق الأمن والسلام والسيادة والاستقرار - الدعوة إلى وقف التدخل الخارجي في الشأن الليبي.