مع بداية كل صيف تتنافس مدن المملكة السياحية في جذب أنظار الزائرين إليها، فترتدي أجمل حللها، ولكل منها رونق وجمال يميزها عن الأخرى، لكن بدأت في السنوات الأخيرة أسماء تشق طريقها لتبدو حاضرة بقوة على المشهد السياحي. "الوطن" آثرت أن تكشف النقاب عن إحدى لآلئ البحر ذات التاريخ العريق، ولم لا فقد عبرتها قوافل التجارة البرية من وإلى اليمن والشام محملة بأصناف التجارة العالمية منذ القدم، إنها القنفذة التي نشأت في بداية القرن الثامن الهجري ممتدة شواطئها على الساحل الشرقي للبحر الأحمر بطول يزيد على مائة وعشرين كيلو مترا متزينة بمتنزهاتها التي تستدعي المصطافين ليتنسموا هواءها العليل، وقد ساعدها موقعها كمحطة عبور لمناطق الباحة وأبها في جذب انتباه السياح لها، فوفقا لأحد الزوار الذي التقته "الوطن" أشار إلى أنه كان قاصدا أبها، لكن جذبه الهدوء والسكينة فيها فآثر أن يبقى يوما أو يومين، للاستمتاع بأجوائها المميزة. ولمن لا يعرف القنفذة فتشير بعض المصادر القديمة إلى وجود محطة كانت تسمى القناة قد تكون القنفذة قامت مكانها أو قريبا منها لأن موقعها نفس موقع القنفذة، حيث يذكر الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب أن القناة من المحطات الرئيسية التي يمر بها حجاج صنعاء، وأنها ملتقى مياه وادي قنونا أحد أودية السراة التي تصب مياهه في البحر الأحمر على شواطئ القنفذة وفي بعض الأحيان، كما يطل كل من رأس محيسن والمظيلف على البحر، إضافة إلى شواطئ الجميعات بمركز القوز وساحل حلي والكدوف بمركز كنانة، التي تميزت خلال الفترة الماضية باعتدال الأجواء ولاسيما من بعد صلاة العصر إذ تفضل عدد من الأسر قضاء أوقات تصل إلى منتصف الليل، وأكد أحد المواطنين من سكان محافظة القنفذة بأن أكثر ما يشدنا للبحر هو الهواء العليل والهدوء في ظل غلاء الشقق في مصايف المملكة المعروفة، مشيرا إلى أنه يأتي وعائلته منذ وقت مبكر من الساعة الخامسة بعد صلاة العصر ويقضي أوقاتا جميلة في السباحة والاستمتاع بالأجواء العامة، وأشار عدد من الزوار من خارج المحافظة في حديث ل"الوطن" إلى أنهم يحسون فيها بالراحة والأمان، لافتين إلى جمال الأجواء، وتوفر الأكلات البحرية والأسواق الشعبية التي تعيدهم إلى الماضي. من جهته أكد أحد أصحاب الشقق أن للقنفذة محبيها، مشيرا إلى أن منهم من يحرص على زيارة جزر أم القماري وأخذ جولة في القوارب الصغيرة على شكل عائلات وجماعات، أما رئيس بلدية القنفذة الدكتور سالم آل منيف فأشار إلى أن القنفذة تحظى بشواطئ جميلة بكر، لافتا إلى اعتماد مشاريع لتطويرها، إلى جانب إعداد وتنفيذ ما يزيد على الثلاثين مشروعا سواء للسفلتة وإنارة الكورنيش الغربي والجنوبي وتجهيزه بالمظلات والمسطحات الخضراء، وألمح إلى تجهيز متنزهات القنع وحنيش البحري بمظلات وسفلتة ودورات مياه وأرصفة إضافة إلى متابعة المحلات والشقق خلال فصل الصيف والمطاعم، مبينا أن هناك شواطئ مخصصة لمحبي الغوص، حيث تتوافر بها الشعب المرجانية والأسماك الملونة الجميلة. من ناحيته أكد محافظ القنفذة فضا البقمي أن محافظة القنفذة وبتوجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، تسعى إلى أن تكون من المدن البديلة لمدينة جدة، وأفاد بأنه تم اعتماد مشاريع تنموية كالفنادق وشاليهات وأسواق مركزية على الكورنيش، متوقعا أن تسهم في زيادة عدد السياح.