أثبتت نتائج مسوحات وتنقيبات أجريت في المملكة وجود آثار تثبت أنها كانت مأهولة بالبشر وعدد من الحيوانات بما فيها الفيلة، حيث أعلنت وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث، اكتشاف فريق سعودي دولي مشترك، آثار أقدام لبشر وفيلة وحيوانات مفترسة حول بحيرة قديمة جافة على أطراف منطقة تبوك، يعود تاريخها إلى أكثر من 120 ألف سنة من الآن. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد برعاية وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود. دليل علمي أكد رئيس هيئة التراث الدكتور جاسر الحربش خلال المؤتمر الصحفي، أن هذا الاكتشاف الأثري الجديد والمهم يمثل الدليل العلمي الأول على أقدم وجود للإنسان على أرض الجزيرة العربية، كما أنه يقدم لمحة نادرة عن بيئة الأحياء أثناء انتقال الإنسان بهذه البقعة من العالم. شدد الحربش على أن الاكتشاف والاكتشافات الأخرى تؤكد أن المملكة العربية السعودية هي مهد الحضارات، وفيها تنوع كبير للحضارات القديمة. وأضاف: «كما أن هذا الاكتشاف يربط سلسلة الإجراءات الإنسانية بين القارات». واعتبر أن السعودية تمتاز بطبيعة متنوعة وحضارات متنوعة تعطي دافعا لتكثيف البحث والاستكشاف، ويوجد أكثر من 44 فريق بحث وتنقيب ونرحب بإضافة المزيد مستقبلا. نتائج المسح بين أنه وفقا لنتائج المسح الأثري فقد ساهم وجود مئات البرك الطبيعية في النفود في بقاء وتكاثر الكائنات الحية بأنواعها المختلفة؛ حيث تم التعرف على طبعات أقدام سبعة أشخاص من البشر، ووجدت آثار طبعات للجمال (107 طبعات أثر وهي الأكثر على مستوى الموقع) والفيلة (43 طبعة أثر) وآثار طبعات أخرى لحيوانات من فصيلة الوعول وفصيلة البقريات، والتي كانت تتنقل في مجموعات فيها الكبير والصغير، إضافة إلى نحو 233 أحفورة، تُمثل بقايا عظمية للفيلة والمها. طبقات أثرية أظهرت الدراسات احتواء الموقع على سبع طبقات أثرية، عثر فيها على أدوات حجرية آشولية مصنوعة من أحجار الاندسايت والرايوليت، وأدوات حجرية موجودة في مكانها الأصلي، ولم تتأثر بعوامل التعرية الطبيعية، وتميز الموقع بوجود صناعة حجرية متقدمة، اشتملت على الفؤوس الحجرية والشظايا الكبيرة، كما هو معروف في قارة إفريقيا، وفي ظل ظروف مناخية معتدلة. مشروع الجزيرة يأتي الاكتشاف نتائج المشروع العلمي (مشروع الجزيرة العربية الخضراء) الذي تشرف عليه الهيئة، وتتعاون فيه مع معهد ماكس بلانك الألماني وجامعة أكسفورد البريطانية وجامعة كوينزلاند الأسترالية، وجامعة الملك سعود وهيئة المساحة الجيولوجية وشركة أرامكو، ويعمل فريق أبحاث سعودي دولي منذ أكثر من 10 سنوات على أبحاث ميدانية متعددة التخصصات، وقد أطلق على المشروع « الجزيرة العربية الخضراء» الذي شمل مناطق صحراوية مختلفة، وحول مناطق الحرات البركانية، وبالقرب من بعض السواحل في منطقة تبوك، ونجران، والرياض، وحائل، والمدينة المنورة، وضم الفريق عددًا من التخصصات المصاحبة لعلم الآثار. أنواع متعددة أظهرت تلك الدراسات وجود أنواع متعددة من الحيوانات ومنها الفيل مستقيم النابين، وحيوان النّو، والأسماك، والطيور؛ مما يؤكد كثافة الغطاء النباتي وتوفر المياه بشكل دائم، كما أن وجود السنوريات كبيرة الحجم مثل النمر الأوروبي والضبع دليل على أن صحراء النفود في المملكة كانت موطنًا لأنواع عديدة من الحيوانات. كما كشفت النتائج العلمية من خلال استخدام النماذج الحاسوبية للبحيرات والأنهار القديمة باستعمال نظم المعلومات الجغرافية أن معظم المناطق لم تكن مواقع منعزلة، وإنما ترتبط بسلسلة متصلة من البحيرات القديمة، والتي تشكلت في الفترات المطيرة. أبرز الآثار المكتشفة 7 طبعات أقدام أشخاص 170 آثار طبعات للجمال 43 طبعة آثار للفيلة 233 أحفورة أدوات حجرية آشولية مصنوعة من أحجار الاندسايت والرايوليت صناعة حجرية متقدمة