سلاح صامت يستخدمه البعض للإيقاع بالآخرين، قد لا نراه أو نشعر به ولكنه يتسرب إلينا ويستوطن عقولنا. هذا السلاح قديم متجدد ظهر منذ قديم الأزل ويظهر ذلك في قوله تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ). بعبارة بسيطة تظهر إشفاق فرعون على قومه مما قد يفعله بهم موسى عليه السلام تلاعب بعقولهم ليصرفهم عنه. عانت المرأة الأمرين من كثرة الناعقين عليها، ففي كل زمان تكون المرأة مرمى لسهامهم العابثة، فالمنادي ينادي بأن تكون هي سيدة كل شيء في حياتها وإن حدث واستجابت لوالد أو زوج أو أياً كان فسيصفونها بالذليلة الرجعية. وإن استقلت بنفسها واعتمدت على ذاتها وصفوها بصفات لا تليق. دائماً هناك خطوط حمراء يفضل الحفاظ عليها، وحدود لا بد من احترامها. المرأة كائن جميل من حقها أن تتعلم، وتعمل، وتقود، وتسافر، ولكن دون ارتكاب الحماقات، أو الخروج عن المألوف. أيتها المرأة: اجعلي حياتك أشبه بمشروع وكوني المصمم والمبرمج والمنفذ والمخرج لكل تفاصيله، لكن بشرط أن يكون عقلك حاضرا وقلبك يقظا وروحك مجللة بالراحة والرضا. تستوقفني دائماً المرأة التي تصنع لنفسها اسماً وتجعل لها مكانة وقيمة وقدرا، ولا يعني هذا أن المقصود بكلامي صاحبات السعادة ممن تربعن على عروش الحياة. قد تصنعين اسماً وأنتٍ ربة منزل، طبيبة، مهندسة، كاتبة، بائعة، نادلة، معلمة، وهناك كثير مما يعجز فكري عن حصره. كل امرأة حملت راية العمل، والعلم، والتربية، تستحق أن نصفق لها تصفيقاً حارا، وأن نكسوها بعقود من الزهور والرياحين. وفي الختام سأورد بعض ما قاله أشهر الفلاسفة عن المرأة: لامارتين: المرأةُ كتاب أبدع الله رسم غلافه فبدا فتنة للناظرين، ووضع مقدمته فجاءت باسمة كالزهر في الربيع. أناتول فرانس: المرأة هي أكبر مربّية للرجل، فهي تعلّمُه الفضائل الجميلة وأدب السلوك ورقّةَ الشعور. زواتلي: المرأة كالغصن الرّطب تميلُ إلى كل جانب مع الرياح، ولكنها لا تنكسر في العاصفة.