إذا كان دافيد فيا سجل هدف فوز منتخب بلاده إسبانيا في مرمى الباراجواي (1-صفر) وقاده لنصف نهائي المونديال، فإن الفضل الأكبر يعود إلى قائده حارس المرمى ايكر كاسياس الذي أخرج كل ما في جعبته في لحظتين حاسمتين في ربع النهائي على ملعب ايليس بارك في جوهانسبرج. وتألق كاسياس ليس غريبا على "سد منيع" مثله خصوصاً أنه بين أفضل حراس المرمى في العالم في السنوات الأخيرة، لكنه أبان عن قدراته الخارقة بتصديه بارتماءة انتحارية لركلة جزاء اوسكار كاردوزو في الدقيقة 58 لو سجلها مهاجم بنفيكا البرتغالي لتحولت مجريات اللعب بشكل كبير وازدادت مهمة أبطال أوروبا صعوبة في تحقيق الفوز الذي بحثوا عنه منذ الدقيقة الأولى دون جدوى. وعلق كاسياس على لحظة ركلة الجزاء قائلاً "كنت عصبياً خلال الركلة، كانت مسؤولية كبيرة على عاتقي، لقد حالفني الحظ واستطعت التصدي لها". ورغم تواضع كاسياس، وإدعائه أن التصدي لركلة الجزاء أمر "عرضي"، إلا أنه حقق بهذه المناسبة إنجازاً تاريخياً غير مسبوق. حيث أصبح أول حارس مرمى يتمكن من صد ركلتي جزاء في دورتين مختلفتين من نهائيات كأس العالم، بعدما تصدى لركلة جزاء ضد جمهورية ايرلندا في ثمن نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002. ولم تتوقف براعة كاسياس عند هذا الحد، بل أنقذ مرماه من هدف التعادل في مناسبتين في مدى ثانيتين بردة فعل رائعة حيث تصدى في الوهلة الاولى لتسديدة قوية من لوكاس باريوس من داخل المنطقة فارتدت منه الى روكي سانتا كروز غير المراقب داخل المنطقة فأطلقها قوية بيمناه لكن شجاعة كاسياس كانت أقوى وأبعد الكرة بقدمه اليمنى إلى ركنية (88). وأضاف كاسياس "كانت المباراة صعبة جداً، لكن ذلك كان طبيعياً فقد كنا نخوض ربع النهائي". وأشاد مهاجم ليفربول فرناندو توريس بكاسياس قائلاً "نملك لاعبين من الطراز الرفيع في جميع الخطوط، لكن هذا اليوم هو يوم كاسياس بلا منازع، ولاشك أنه يستحق كل الإشادة والتنويه". من جهته، أكد هداف "فوريا روخا" أن كاسياس كان سداً منيعاً كعادته، وقال "لقد أنقذنا كثيراً، وسينقذنا في المستقبل"، فيما قال مدافع برشلونة جيرار بيكيه الذي تسبب بركلة الجزاء إثر إعاقته كاردوزو داخل المنطقة "يمكن الإعتماد على إيكر دائماً، كما أن اللعب بجواره شرف عظيم". اما اندريس انييستا صانع هدف الفوز فقال "لطالما قدم لنا إيكر يد العون عندما نكون في الحاجة إليه". ولم يعر كاسياس الذي دخل مرماه هدفان فقط حتى الأن (هدف تشيلي 1-2 في ثمن النهائي) أي اهتمام للانتقادات التي طالته ومنتخبه، وواصل تركيزه وإبداعه في المباريات على غرار مسيرته مع فوريا روخا في كأس أوروبا عام 2008 عندما ساهم بقيادته لإحراز اللقب، واختير أفضل حارس مرمى في البطولة، وكذلك صفوف ناديه الملكي الذي نشأ في صفوفه وخاض معه 518 مباراة منذ 1999 حيث يعتبر أكثر حارس مرمى خوضا للمباريات في تاريخ ريال مدريد وهو توج معه خلالها بلقب مسابقة دوري أبطال اوروبا مرتين عامي 2000 و2002 والكأس السوبر الأوروبية عام 2002 والكأس القارية "انتركونتيننتال" عام 2002 والدوري المحلي أعوام 2001 و2003 و2007 و2008 والكأس السوبر المحلية أعوام 2001 و2003 و2008، وكأس سانتياجو برنابيوأاعوام 2000 و2003 و2005 و2006 و2007 و2008.