لا أتحدث عن مشاكل التعلم عن بعد ولا عن منصاته الإلكترونية التي نعرفها جميعاً، بل أتطرق لتقبل فكرة تعلم الطلاب وخاصة الأطفال في المنزل، والنظرة التي يجب أن نتحلى بها على أنها فرصة جميلة لاكتشاف المواهب وصقلها. «التعليم المنزلي بمعناه الحديث يعد خياراً بديلاً عن الالتحاق بالمدارس الحكومية أو الأهلية في عدة دول، وتتنوع دوافعه حول العالم كعدم الرضا عن المدارس المحلية وجودة التعليم أو ظاهرة التنمر في المدارس، وربما عدم ثقة بعض الأهالي في تلبية المدارس للاحتياجات الخاصة لأطفالهم». مقتبس من ويكيبيديا. دافع التعليم المنزلي حالياً هو هذا الوباء الذي يجتاح عالمنا ورُبَّ ضارة نافعة. ليس بالضرورة أن يكون الآباء معلمين ليساعدوا أولادهم على التعلم في المنزل، لكن يجب أن يكون أولياء الأمور مستمتعين ومتقبلين لفكرة مشاركة أبنائهم هذه التجربة بخلق نوع من المتعة والخروج عن المألوف في العملية التعليمية المنزلية، سأقول لك مثالا «بس اصبر شوي ولا تستعجل.. أيوه إنته اهدأ، ريلاكس أنتي لا تزعلي. تمام»، مثال فيما يخص القراءة: القراءة مع الطفل بصوت عالٍ في نشاط تشاركي يصنع جواً من المرح والتعلم في آن واحد. مثال آخر تقول ماريسا لاسيك، وهي خبيرة تعليم من رابطة المدارس الابتدائية الألمانية (مبسوطين ها عشان ألمانية مركزين وكلامي اللي فوق ما عجبكم)، المهم تقول «من المنطقي أن تناقش ما قرأته مع الطفل.. وبمجرد الانتهاء من الكتاب يمكن تجربة تخيّل كيف ستستمر القصة أو مناقشة نهايات بديلة». من المهم أن نعرف أن التعلم أو طريقة إيصال المعلومة للطالب أو لابنك أو ابنتك ليس بالضرورة أن يكون عن طريق الكتب الورقية أو منصات التعلم الإلكترونية فقط، يكفي أن تعرف عنوان الدرس وتبحث عن الطريق الأمثل لإيصال المعلومة ولو كانت بمشاهدة فيلم أو قصيدة أو مسرحية تؤدونها معاً في المنزل. ليس بالضرورة أن تقتنع بهذه الأفكار لتعليم أولادك في المنزل لكن الذي يجب على أولياء الأمور اغتنام الفرصة وعيش هذه التجربة بطريقة مختلفة لكي يتحقق المطلوب وهو التعلم. الآن فرصتك كولي أمر أو أم أو أيا من تكون، هذه فرصتكم في تعويض الأشياء التي ربما يفتقر إليها الطالب في المدرسة. فكر بالمنصات الإلكترونية على أنها أدوات مساعدة ليس أكثر، لا تضع اللوم على وزارة التعليم أو المعلم والمعلمة في ظل هذه الجائحة، لكن بدلاً من ذلك قم بدورك كأب وقومي بدورك كأم؛ سيقول البعض نحن موظفون ولا نستطيع أن نقوم بكلا الأمرين في آن واحد العمل وتعليم الأبناء، أقول لكم ولنفسي لا تنظروا للعملية بأنها تعليم تقليدي وتلقين استمتعوا، ابتكروا، جربوا معهم في أوقات فراغكم لن تخسروا شيئاً، بل بالعكس ستكتشفون أشياء جميلة أعدكم بذلك. التعليم المنزلي ليس مقيدا بوقت معين ولا وسيلة تعليمية معينة، التعليم المنزلي حدوده خيالك وخيال أبنائك ووسائله كل ما هو متاح وممكن. النتيجة المرجوة في الأخير هي الوصول للتعلم الذاتي الذي يعد من طرق تحسين نوعية حياة الإنسان، حيث يمنحه الفرصة لإطلاق العنان لقدراته الإبداعية الخلاقة وهو من الطرق التي يحقق الفرد بها ذاته. التعليم المنزلي فرصة للإبداع واكتشاف المبدعين والمبدعات.