دائما ما تصنع الأزمات "رجال الأزمات"، وتُظهر الوجه المشرق للأبطال، وتُبرز أصحاب الهمم العالية الذين يمتازون بمهاراتهم وإبداعاتهم، ويتميزون عن غيرهم بأعمالهم الجليلة في أحلك الظروف، ويُجبرون الجميع على التصفيق لهم، والإشادة بهم في كل ميدان ليُسجّل التاريخ إنجازاتهم العظيمة. وبالنظر إلى ما يشهده العالم من حولنا، وما نشهده نحن في السعودية من تفشي "فيروس كورونا" الذي اجتاح دول العالم دون استثناء، وما سببه من ذعر وهلع في الدول المتقدمة طبياً بسبب تزايد أعداد الإصابات والوفيات، وتكدس المرضى في المراكز الطبية والمشافي لكثرة الأعداد المصابة، نجد على النقيض كيف تعاملت وزارة الصحة السعودية مع الجائحة منذ بدايتها، ومع إعلان أول حالة، كانت التدابير الاحترازية جاهزة بشكل كبير لمواجهة الفيروس، والحد من انتشاره بفضل الإمكانيات العالية، والخدمات الطبية المتكاملة، وقبلها التعامل الاحترافي مع هذه الأزمة الخطيرة، بعد توفيق الله. وهذا العمل الاحترافي يقف وراءه أبطالٌ ضحّوا بأوقاتهم من أجل حياة الناس، معرّضين حياتهم لخطر الإصابة بالمرض، ونتج عن هذا العمل حصر الفيروس، بعد تهيئة المستشفيات الحكومية ووضع الحجر الطبي والمنزلي، ومتابعة الحالات المشتبه فيها والحالات المخالطة، للتقليل من الإصابات وفق خطط وضعت سريعاً وبعناية مدروسة. وحينما نتحدث عن تميُّز وزارة الصحة ونجاحها في أزمة "كورونا"؛ فإننا نتحدث عن منظومة عمل متكاملة في الوزارة المتفوقة بدءاً من قمّة الهرم "الوزير" المتّقد حيويةً ونشاطاً "توفيق الربيعة" ووكلائه وموظفيه، مروراً بمديريات الشؤون الصحية في المناطق والمحافظات، وانتهاءً بمراكز الرعاية الأولية بموظفيها وموظفاتها وكوادرها باختلاف تخصّصاتهم ومواقعهم الذين نجحوا بامتياز في اختبار "كورونا" الصعب عالمياً، وبرهنُوا للعالم أنهم بتكاتفهم الأفضل في مواجهة أزمة "كورونا"، وهو ما أكده الوزير في رسالته للمجتمع بقوله: "تضعف الأزمات الكبيرة بالتكاتف، بعد مشيئة الله". لقد نجحت وزارة الصحة (عملياً) في مكافحة الفيروس من خلال توفير الخدمة الطبية العالية، والحجر، ورصد الحالات، ونجحت (إعلامياً) من خلال التعاطي مع الأزمة باحترافيةٍ عالية من خلال متحدثها المتمكّن محمد العبدالعالي في توفير المعلومة الطبية والتصدي للشائعات بوضوح وشفافية البيانات، إضافةً إلى الدور التثقيفي. فوزارة الصحة لم تكن لتنجح في الاختبار الصعب لولا التكامل بينها وبين الوزارات الأخرى والدعم السخي من القيادة الذي قال عنه الوزير في وقته "التكامل الرائع بين جهات الحكومية في هذه الأزمة خلفه قائدٌ فذّ، يعمل بلا كلل ولا ملل، استطاع خلق فريق متناغم يعملُ باحترافية عالية، همُّه الأول هو المواطن، هذا القائد هو الأمير محمد بن سلمان والذي نعمل تحت قيادته بتوجيهٍ مباشر من خادم الحرمين الشريفين، حفظهما الله". وأختم لأقول: إن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة كان "قدّها وقدود" في مواجهة فيروس كورونا.