صديقنا علان جاء من أمريكا ودخل علي البشكة في الاستراحة وهو يكاد يطير من الفرح قائلاً: إيش ابشركم يا جماعة، ردوا خير يا طير، قال أخذت وكالة جهاز عجيب يترجم لغة أي حيوان فورا.. تذكرون لما كان صديقنا فلان يقول "ماذا لو" اخترعوا جهاز زي هذا، وكنا نستبعد ونتتريق عليه، اهو حصل. تفاعل أعضاء المجلس وقالوا من جدك، قال نعم ومن "عمي" كمان، ردوا بطل مزح، هذه حظيرة الحيوانات جنبنا والموية تبين الغطاس وخلينا نسمع إيش يقولوا، وانفرط الجميع بالضحك، فأخذ الجهاز وثبته في الحظيرة وهذا ما سمعوه.. بدأ القرد: يا جماعة إيش رأيكم في هذولا الأوادم اللي كل يوم يجتمعوا في الاستراحة معظمهم ما عندهم شغلة ولا عملة إلا الحش في مخاليق الله وهم أكثرهم الله بلخير، هيا مثلاً الآدمي اللي مر دوبه من أمامنا مسوي نفسه متطور وراعي موضة، وهو بِسْم الله شوفوا شكله وشعر راسه منكوش وبرقبته سلسال ولبسه الحلمنتيشي يُفجع وصوته تقول شكمان، يا لطيف الحمد لله الذي أنا قرد، ويدعي أنه من رجال الأعمال وعصامي إلى النخاع، وكل الخلق عارفين كيف لم الفلوس ومع كدا ما يبان فيه، الطمع وحب الدنيا ما ساب في قلبه رحمة، بزورته يا قلبي عليهم ما يندروا من جيبه الريال إلا بالتي واللتيا، دا من بخله يأكل الموز بقشره مش زينا نقشره ونمزمز عليه، لا وقال ايه لما يبغوا يتهموا أحد بالبخل يقولوا ترى فلان قرد. رد الحمار: ههههه شيء يخلي الواحد ينهق من الضحك، وشر البلية ما يخليك تنهق، طيب إحنا الحمير معروفين بالعصامية وأحمر حمار مننا يقوم بعمله تمام التمام وعلى أحمر وجه بدون خيانة، هل سمعتم واحد مننا لطش من ميزانية البرسيم غير المقررة له أو ما قام بعمله، أو تآمر على سلامة البيت الذي تربي فيه، وبعدين مالنا أطماع، حبتين شعير وإذا كثرنا ربطة برسيم، وربك سامع الدعاء، فقال الكلب: صادق وأنا أخوك، والذي يقهرنا إحنا الكلاب لما نشوف خيانة بعض البشر وحتى مع الأسف لأقرب الناس لهم، وأنت تعرف يا أخانا الحمار ولا يهون أصدقاءنا القرد والثور أن وفاءنا صفة عظيمةً وهي عينة من أخلاقياتنا نحن فصيلة الكلاب اللي طول عمرنا ما ننبح إلا على سنع، فتدخل الثور وقال: والنعم معروفين، والكلب وفي، وما يعض في إذن أخيه لأن العظم ما يصير شغثة، وبني آدم يقول الدم ما يصير ميه، ولكنه يصير ميه ومالحةً كمان، المصالح إذا حضرت عندهم خاصة القرنقش تمسح أعمق الصلات، طلع الورقة الخضراء تفتح لك كل الأبواب المغلقة وتخش The Specil Ofice بدون مفتاح، وتدخل المنافسة وأنت منعنس وترسى عليك وأنت مغمض، وتنفذ وأنت نايم، والعكس الحيوان فينا مثلا البسة وبعلها العري يرضون ببقايا سمكة يرميها لأي إنسان بطران لهم بالحلال، وإذا كانت عظمة يخلوها لخويهم الكلب، صحيح بينهم ما صنع الجزار، ولكن برضو عندهم شهامة، خليه يملي بطنه والمناقرة لها وقتها، نحن معشر الحيوان لما واحد يغلط فينا نتيجة "ضروس" قاسية، ويرفس أو ينطح أو ويهبش صاحبه من حر ما فيه وهذا ما يحصل إلا في السنة سيئة، تقوم الدنيا وما تنسدح، على طول عاجل وبالخط الأحمر الحيوان ناكر الجميل خربش صاحبه، وهات يا تقطيع في جلودنا.. حتى الأفكار ما سلمت سرقوها، الحمدلله ما نعرف نقرأ أو نكتب كان لهطوا أفكارنا، هل قد شفتم حيوان منتمي لمنظمة إرهابية أو لعصابة، الاستغلاليون من بني آدم يزجوا بالثور منا في الحلبة ويهينوه ويفرجون عليه أمة الله وبفلوس، ولما يثور لكرامته ينسون حملة التدويخ غير الإنسانية واللا حيوانية والطعنات الآدمية التي يتفنن فيها المصارع وفين يوجعك يا ثور وحضرات الأوادم المتفرجين هات يا تصفيق وتشجيع، ولا يَرَوْن إلا رد فعل الثور، يا أخي شي يبكي، صحيح زي ما يقول مثلهم يا ما في السجن مظاليم، لكنهم على أي حال ما رحموا أبناء جلدتهم حتى يرحمونا. فجأة دخل عليهم ملك الغابة الأسد من الحظيرة اللي جنبهم وزغر بعينه فيهم ثم زأر، وقال ترى سمعت كل كلامكم، وأنا ما ربيتكم على كدا، قاعدين تحشون في الناس، ودكم تصيرون زيهم! واعيباه. وأدرك شهرزاد الصباح وصمت رواد المجلس عن الكلام الممنوع والمباح.