يكشف رئيس الوزراء الفرنسي الجديد جان كاستيكس تشكيلة حكومته الجديدة، ما يمثل محطة أساسية في سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنعاش القسم الأخير من ولايته الرئاسية، قبل عامين من انتهائها. وعيّن ماكرون يوم الجمعة جان كاستيكس على رأس الحكومة، وهو شخص غير معروف للجمهور الواسع، يشغل رئاسة بلدية مدينة صغيرة وينتمي إلى اليمين على غرار سلفه إدوار فيليب. بعد ثلاث سنوات في السلطة نُفذت خلالها إصلاحات مثيرة للجدل مثل إصلاح مساعدات البطالة، وتخللتها أزمات مختلفة مثل تظاهرات السترات الصفراء وأزمة وباء كوفيد-19، أعلن ماكرون أنه يعتزم بث روح جديدة وانتهاج مسار آخر، في وقت انخفضت شعبيته وتواجه البلاد صعوبات جراء التداعيات الاقتصادية الكبيرة لتفشي الوباء. 20 وزيرا قرر رئيسا الجمهورية والحكومة تسريع وتيرة العمل لصرف النظر عن الانتكاسة التي مُني بها الحزب الحاكم «الجمهورية إلى الأمام» في الانتخابات البلدية التي جرت في 28 يونيو. وقال قصر الإليزيه لوكالة فرانس برس إن ماكرون وكاستيكس يعتزمان إعلان «تشكيل حكومة جديدة الإثنين» تضم «عشرين وزيرا». وأكدت الوزيرة الاشتراكية السابقة والمرشحة السابقة للرئاسة سيغولين روايال أنه جرى الاتصال بها، لكنها أشارت إلى أن المشاركة في هذه الحكومة لن يكون لها «معنى» إلاّ في حال أرادت تطبيق سياسة «اجتماعية أكثر، بيئية أكثر، وديموقراطية أكثر». لكن مصدرا قريبا من رئيس الجمهورية نفى هذه المعلومات. مواهب جديدة أكدت أوساط ماكرون أن الحكومة الجديدة ستضم «مواهب جديدة» و«شخصيات من خلفيات مختلفة». وذكّر ماكرون في تغريدات بالخطوط الرئيسية للجزء الأخير من ولايته التي تمتدّ على خمسة أعوام. وقال إنه سيتعيّن على «حكومة جامعة» أن تقوم ب«إنعاش الاقتصاد ومتابعة إعادة بناء حمايتنا الاجتماعية والبيئية وإعادة تأسيس نظام جمهوري عادل» فضلاً عن «الدفاع عن السيادة الأوروبية». ويُتوقع أن يفصّل هذه الأولويات خلال كلمة يلقيها بمناسبة العيد الوطني في 14 يوليو، مستعيداً بذلك تقليداً رئاسياً كان ألغاه. وسيقدم رئيس الوزراء برنامجه «بعد بضعة أيام»، بحسب أوساط ماكرون. وانتقد قادة المعارضة خيار تعيين شخصية غير معروفة مثل كاستيكس، واعتبروا أن الرئيس يسعى لتصدر المشهد قبل الانتخابات الرئاسية في 2022 بدون أن يزاحمه رئيس وزراء قوي. وظهر كاستيكس لأول مرة منذ تعيينه في شركة للتكنولوجيا المتطورة تواجه صعوبات، فقال في تصريح إن «الجائحة غيرت قواعد اللعبة»، معتبرا أن التوجه البيئي «ضرورة» و«ليس خيارا». وقام رئيس الوزراء الجديد بزيارة مفاجئة لشرطيين في لا كورنوف في الضاحية الشمالية لباريس. وحرص على التأكيد لهم على دعم الحكومة «الثابت» لقوات حفظ النظام وتمسّكه ب«الأمن العام»، في خضمّ جدل بشأن عنف الشرطة. الحكومة الجديدة ستضم مواهب جديدة ستضم شخصيات من خلفيات مختلفة تقوم بإنعاش الاقتصاد إعادة بناء الحماية الاجتماعية والبيئية إعادة تأسيس نظام جمهوري عادل الدفاع عن السيادة الأوروبية