تعترض الكاتبة الألمانية بيرغيت روميلسباخر على وضع المرأة الغربية المتحررة في مقابل المرأة المسلمة المضطهدة ، وفي مقال لها على موقع مجلة " قنطرة " الألمانية: http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-321/_nr-6/_p-1/i.html تقول: إننا بهذه الطريقة لا نجعل الثقافتين في موضع نقيض من بعضهما البعض فحسب، وإنما يؤدي الأمر أيضا إلى إضفاء التجانس على الثقافة الغربية، باعتبار "المرأة الغربية" على الإطلاق متحررة، وهذا ما لا يمكن ادعاؤه، فهناك دائماً تفريق بين الرجل والمرأة ، وعلى عكس ما تدعي النسوية الليبرالية ، فإن رسم الحدود بين الجنسين ثابت نوعا ما ، فالنساء بقين عاملات بالدرجة الأولى في الوظائف الخاصة بالنساء، وبقي الرجال في مهن الرجال، كما أنه في مجال الحياة الخاصة لم يتغير شيء في تقسيم العمل بين الجنسين، وأخيرا يظهر الفصل بين الجنسين في الحركة النسوية ذاتها، التي طالبت منذ البداية بمجالات خاصة بالمرأة وحققت ذلك، من أجل إمكانية أفضل لمواجهة العلاقات الذكورية في المجتمع، بيد أن السؤال هوعما إذا كان هذا الفصل بين الجنسين ليس جزءا من مفهوم له مغزى، وليس استراتيجية سياسية عابرة فقط، إذ يجري التفكير الآن في قضية الإلغاء الجزئي على الأقل للتعليم المختلط في المدارس أو في إنشاء جامعات للنساء. إن هذا يعني أن موضوع الفصل بين الجنسين لم يُحسم بعد، حتى في المجتمعات الغربية "الحديثة" والآن نلتقي بالمرأة المسلمة، التي تغطي رأسها، وهو موقف يؤيد مباشرة الاختلاف بين الجنسين، أي إن هذا يمس جانبا حساسا في النقاش الغربي: فعضوات الحركات النسوية يتعرضن للتحدي، لأن سياستهن متناقضة، إذ يطالبن بالمساواة، و في نفس الوقت يؤكدن الفوارق. إن الغالبية من الرجال والنساء يتعرضون للتحدي، لأنهم ينادون بالشراكة والمساواة في الحقوق، إلا أنهم يكادون لا يلتزمون بذلك في مجال حياتهم الخاصة. إن غطاء الرأس هو رمز لكرامة المرأة المسلمة ، مثلما هو تصنيف النساء في الغرب إلى مراتب مختلفة المرأة " الشريفة " والمرأة " العامة " والنموذج الغربي في التحرر الجنسي لم يؤد إلى استقلالية المرأة، بل إلى طرق جديدة للاستغلال الجنسي ، وقد استثمرت النساء الألمانيات التراتبية بينهن وبين المهاجرات ، فأصبح نقاشهن حول الحجاب، تأكيداً للثقة بالنفس، لأن تدرج الرتب بين النساء الألمانيات والنساء المهاجرات، تم تأمينه من خلال المناقشة حول التحرر والمساواة، وقد نتج عن هذا أن التحرر كثيرا ما يُؤخذ على أنه امتيازات عرقية.