تدرس الولاياتالمتحدة التحرك عسكريا في الأزمة السورية، تزامنت مع عقد اجتماع عاجل لحلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم في بروكسل بناء على طلب تركيا بعد إسقاط الدفاعات السورية طائرة عسكرية تركية الجمعة الماضي في البحر المتوسط. وأعلنت تركيا أمس أن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن الطائرة التي أسقطتها سورية يوم الجمعة الماضي لكن الطائرة الثانية لم تسقط. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج إن تركيا ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي ضد ما وصفه "بالعمل العدائي"، محذرا بأن هذا الحادث "لن يمر دون عقاب". إلى ذلك هددت تركيا بوقف صادراتها من الكهرباء إلى سورية. وكشف مصدر أميركي أن الساحة السياسية الأميركية تناقش بجدية توجيه ضربات عسكرية محددة ضد قوات نظام الأسد، في إطار دعم الجيش السوري الحر. وجاء الكشف عن هذا في وقت أفصح فيه المصدر عن أن الولاياتالمتحدة تراقب وبدقة نشاطات غير طبيعية تحدث ما بين نظام الأسد وحكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتعلق بعمليات نقل متعددة يتم الإعداد لها حاليا لتقنيات عسكرية ومعدات إلى قاعدة طرطوس لا تشمل المروحيات القتالية عالية التفوق التي تم التصدي لها فقط، لكنها تشمل أيضاً نظام IT-15 الصاروخي المضاد للدبابات. وأوضح المصدر ل"الوطن" أنه يمكن تزويد هذه الصواريخ برأس حربي حراري ترادفي أو رأس حربي متشظي عالي الانفجار، مما يشكل خطرا أكبر على المدنيين وعلى قوات الجيش الحر التي تتولى حماية المظاهرات المناوئة لنظام الأسد. وأبان أنه من بين الأسلحة التي يتم نقلها حاليا لنظام الأسد هو عربة المشاة القتالية ب إم ب 3 المطورة ذات القدرة العالية على المناورة المزودة بعدة أنواع من الأسلحة عالية الدقة والقادرة على مطاردة المقاتلين في المناطق الوعرة، موضحا أن هذه الأسلحة ستساهم في تمكين نظام الأسد من القيام بجرائم أكبر، وهي ضمن المواد المحظور تصديرها لسورية. واعتبر أن إخفاء روسيا معلومات عن تصديرها لأسلحة منها ناقلات جنود مدرعة من طراز أي 90 وأحدث الدبابات الروسية المزودة بالصواريخ والمدافع من نوع تي 90 س، تظهر أن تدخل القوى في الصراع بهذه الطريقة سيدفع الدول الإقليمية ودولا أخرى لتعليق جهودها السياسية والبحث عن حلول أخرى. وحول تحركات السفن الروسية الأخرى إلى قاعدة طرطوس من قبل بوارج تتمركز في ميناء "سيفاستوبول" في البحر الأسود، تتبع ل"أسطول الشمال"، بين المصدر أن هذه التحركات روتينية تحدث بين الموانئ الروسية لكنه لم يثبت وجود قوات مقاتلة تابعة للجيش الروسي متورطة بالعمل العسكري على الأرض السورية ضد المدن والقرى كما هو الحال مع القوات الإيرانية التي تشارك بشكل فعال في العمليات العسكرية. وكشف أن روسيا عرضت رسميا على واشنطن ومجلس الأمن دخول قواتها إلى سورية كقوة حفظ سلام لحماية المفتشين من الاعتداءات، وقال "من المضحك أن ترى موسكو أنها جهة موثوقة أن تدخل كحافظة للسلام وهي تدعم نظام الأسد بهذا الشكل العسكري وترسل له أسلحة يقتل بها شعبه"، معتبرا أن تحركات سفينة "نيكولاي فيلتشينكوف"، التي رصدتها الاستخبارات الأميركية وهي تشحن بالمعدات العسكرية في ميناء "سيفاستوبول" في البحر الأسود أكبر دليل على موقف موسكو غير المحايد". وعن تسليح الجيش الحر بين المصدر أن الساحة الأميركية تناقش بجدية تنفيذ عمليات عسكرية تكتيكية محددة ضد قوات نظام الأسد وأن تتجه بقوة لدعم عملية واسعة لتسليح الجيش الحر بعد معالم فشل خطة عنان. وقال "تستطيع سماع الأصوات عالية في أميركا تطالب بحسم المعركة خاصة أن بوتين أكد أن بلاده لن تتوقف عن تصدير الأسلحة للأسد ليس لاستخدامها في الصراع الحاصل في سورية ولكن لتلبية احتياجات سورية من الأسلحة لحمايتها من أي اعتداء أجنبي". واعتبر المصدر أن موسكو تتورط بشكل متزايد في تأجيج الصراع الحاصل في سورية وتحويله لحرب أهلية. ويعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعا عاجلا اليوم في بروكسل بناء على طلب تركيا بعد إسقاط طائرة عسكرية تركية الجمعة في البحر المتوسط. وفيما أعلن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس أن الطارة التركية انتهكت الأجواء السورية، اعتبر خبراء روس أن إسقاط الطائرة يظهر فاعلية الأنظمة الروسية التي تم تجهيز سورية بها. في المقابل دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس إلى رد هادئ، وقالوا إنهم سيزيدون الضغوط على الرئيس الأسد.