تحولت أسطوانات الغاز المنزلية والمحلات التي توزعها إلى خطر حقيقي لنقل الأمراض إلى السكان، حيث تفتقد كثير من نقاط استبدالها للنظافة والتعقيم في ظل انتشار فيروس «كورونا». خلال جولة «الوطن» على عدد من محلات توزيع الغاز في بعض أحياء العاصمة رصدنا تراكم الأوساخ على محيط مئات الأسطوانات، خاصة الأنواع الحديدية، حتى تحول جزء منها إلى اللون الأسود الذي أخفى لونها الأساسي «البرتقالي»، وسط استياء الزبائن حين يرتادون تلك المحلات لتبديلها، ويضطرون لحملها لمنازلهم وهي على تلك الحالة. من المصدر قال عاملون في أحد المحلات ل»الوطن»: إن هذه الأسطوانات تصلهم متسخة من المصنع والموزعين، وتحمل كميات كبيرة من الزيوت والأتربة ويستحيل تنظيفها وتعقيمها داخل المحل لعدم توفر الإمكانات والتجهيزات اللازمة، مشيرا إلى أنهم كعاملين يعانون من غضب الزبائن وطلبهم أسطوانات نظيفة حين يرون الأوساخ عليها، لكنه يذكر لهم أن ليس له ذنب لأن محله يستلمها من المصدر بتلك الحالة، إضافة إلى أن كثيرا من محلات المطاعم والاستراحات يحضرون أسطوانات متسخة جدا، وقد تكون تلك المحلات السبب الرئيس في هذه الظاهرة. استياء استاء عدد من المستهلكين من هذه المعاناة التي تواجههم في كل مرة يستبدلون فيها الغاز، عطفا على مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض التي قد تنقلها هذه الأسطوانات باتساخها الذي يتنقل من منزل لآخر، مشيرين إلى أنه مع بداية أزمة كورونا تم توجيه محلات الغاز بالتعقيم والتنظيف، لكن الكثير منها بقيت على حالها. قال المواطن بندر بن متعب: إنه لا يوجد اهتمام من الشركة المعبئة للغاز، ولا من الموزعين الذين يفترض ألا يقبلوا الأسطوانات المتسخة والتي تأتي غالبا من المطاعم ومحلات الطبخ التي يفترض أن تكون لهم أنابيب خاصة بلون موحد لتمييزها وضبط نشاطها وفرض غرامات على المخالفين لاشتراطات النظافة. لافتا أن 90% من الأسطوانات المتسخة سببها المطاعم القذرة وسكن الأجانب، في حين أن أسطوانات المنازل تكون نظيفة عادة. وأشار أيضا إلى أهمية الاهتمام بهذا الجانب الحضاري والصحي والسلوكي وأن يتم توجيه الوكيل بنظافتها وتعقيمها، مشيرا إلى أن خدمة استبدال الغاز بوضعها الحالي سيئة ولا توازي المبالغ التي تدفع لها. غازكو تعلق «الوطن» تواصلت مع شركة الغاز والتصنيع الأهلية «غازكو» وسألنا عن دور الشركة في هذا الجانب، ومن المسؤول عن نظافتها وتعقيمها، فكان الرد «إن الشركة أطلقت مبادرة لتنظيف الأسطوانات وهي في طور العمل وستظهر نتائجها قريبا على كل نقاط البيع والاستبدال». وأضافت «نقدر للمستهلكين اهتمامهم، وفي حالة تم استبدال أسطوانة غير نظيفة، بإمكانهم تزويد الشركة ببيانات الموزع لاتخاذ الإجراء اللازم». يذكر أن عددا من المناطق والمحافظات شرعت في تنظيف وتعقيم أسطوانات الغاز فور انتشار فيروس كورونا قبل نحو شهرين والتزمت المحلات بتسليمها لزبائنها نظيفة، بينما لا تزال بعض المواقع تخالف هذا التوجيه.