أكدت مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون المضادات الحيوية، الدكتورة حنان حسن بلخي، أن الأوبئة المستجدة خلال العقدين الأخيرين ليست بالأمر الجديد، فهناك «سارس» وأنفلونزا الطيور وغيرهما كثير، مبينة أن 70% تقريبا من الأوبئة مصدرها حيواني، إذ تملك الحيوانات البرية عددا كبيرا من الجراثيم والميكروبات، والتي يمكن أن تنتقل عند التواصل بين الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة، ثم يحصل تكاثر لهذه الميكروبات والجراثيم، وتنتقل فيما بعد إلى الإنسان، وفي حالات نادرة قد تنتقل الجراثيم من الحيوانات البرية إلى الإنسان مباشرة. سيناريوهات محتملة خلال ندوة عن بُعد نظّمها منتدى أسبار الدولي بعنوان «الاستعداد والاستجابة: رؤى عالمية بشأن كوفيد-19»، بمشاركة 3 من الخبراء العالميين، سلطت الضوء على السيناريوهات الصحية العالمية المحتملة لفيروس «COVID-19» وتاريخه وطبيعته وأبعاده الإنسانية والصحية، وسبل تعزيز البحث العلمي لمواجهته، إضافة إلى دور المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية لمكافحة تلك الأزمة. وبينت بلخي، أن المنظمة والحكومات لهما دور كبير في منع انتقال العدوى خلال الترصد والتحكم، لافتة إلى أن المنظمة تؤمن بأن صحة جميع الشعوب أمر أساسي، وتعتمد على التعاون الأكمل للأفراد والدول، مبينة أن هناك تفاوتا بين البلدان المختلفة في تقديم وتحسين صحة الفرد ومكافحة الأمراض، لا سيما فيما يتعلق بالأمراض السارية، مما يزيد من صعوبة مكافحة نشوء هذه الأمراض. هل الفيروس موسمي أكدت بلخي أن المنظمة تقوم بدور محوري على صعيد البحوث العلمية، وفي هذا السياق عقدت الاجتماع الأول لتحديد خارطة الطريق للدراسات العلمية، وحددت 9 محاور أساسية لدراسة الفيروس والمرض الناجم عنه، موضحة «لن نتمكن من معرفة عما إذا كان فيروس COVID-19 موسميا، إلا بعد مرور فترة زمنية طويلة، قد تكون سنوات، يمكننا خلالها ملاحظة سلوك هذا الفيروس، فسلوك السارس يختلف عن سلوك الميرس، وسلوك الكوفيد يختلف عن هذين الفيروسين، مؤكدة أنه لا يوجد أي أدلة تشير إلى أن الكوفيد هو فيروس صناعي». المعركة ضد الوباء يقول خبير الأوبئة والفيروسات بمنظمة الصحة العالمية في العراق عدنان نوار خستاوي، إن تحقيق الانتصار في مواجهة هذه الجائحة، يعتمد على التنسيق والتعاون بين الدول، وتبادل المعلومات والأبحاث، بما يخلق فرص نجاح أكبر للقضاء عليه، موضحا أن التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، خاصة منع التجول، هو السبيل لمكافحة المرض، مبينا أن هناك تحديا كبيرا قد يعرض النظام الصحي للانهيار، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات صحية مشددة، لا سيما مع تزايد الإصابات إلى جانب الحالات المرضية الأخرى في المستشفيات. ولفت خستاوي إلى أنه في بداية ظهور فيروس كوفيد لم يتم التعامل معه بجدية مثلما حدث في الصين، مما أدى إلى سرعة انتشاره، وهذا أحد عوامل انهيار النظام الصحي في أي بلد، موضحا أن منظمة الصحة العالمية تقوم بإدارة الأزمة بشكل فعال، سواء على المستوى العالمي أو على مستوى كل بلد، مشيرا إلى أن المنظمة قامت في العراق بوضع الإرشادات، ومشاركة المعلومات، كما زودته بالإمدادات الأساسية، وأدوات الحماية الشخصية، وأدوات الفحص المختبري، وغيرها من الإمدادات اللوجستية، كذلك دعمت المنظمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية، أيضا بعد ظهور الوباء في إيران تم إغلاق الحدود معها. من جانبه، أكد أخصائي برنامج قطاع الاتصالات والمعلومات في اليونيسكو الدكتور بانو نيوباين، أن المعلومات المغلوطة حول كوفيد-19 أصبحت شائعة، ولا يوجد جانب لم يتأثر بالتضليل المتعلق بتلك الأزمة، بدءا من أصل الفيروس التاجي وصولا إلى الوقاية غير المثبتة والعلاج، مشيرا إلى أن من أشدّ مخاطر المعلومات الخاطئة، تلك التي تدعو إلى تناول أدوية وعقاقير، معتمدة لأغراض أخرى، لم تثبت قدرتها مخبريا على مكافحة COVID-19.